سحر السيد والدة الملازم نور أمتياز: "دعوت لابني وزملائه وقلقي كان كل دقيقة"

كشفت السيدة سحر السيد، والدة الملازم أول نور أمتياز، أحد أبطال عملية إطفاء حريق سنترال رمسيس، عن تفاصيل مؤثرة عاشتها خلال ليلة الحريق، حيث لم تكن تعلم منذ البداية أن نجلها مشارك في المهمة.
حريق سنترال رمسيس
وقالت سحر السيد في حديثها خلال برنامج "ملكة التريندات"، المذاع على قناة نيوز رووم وتقدمه الإعلامية سارة محيي: "أنا مكنتش أعرف إنه من ضمن الفريق اللي طُلب منه المشاركة في الإطفاء، لكن عرفت من أخوه قبل ما يروح المأمورية، ومن وقتها وأنا عايشة في قلق".
وأضافت سحر السيد والدة البطل أن شعور الخوف لا يفارقها لحظة، خاصة عند وقوع مثل هذه الحوادث الكبرى، مؤكدة أنها تظل تدعو لابنها ولكل زملائه أن يعودوا سالمين، وأن لا يصيبهم أي مكروه.
ساعات الرعب والانتظار
سردت السيدة سحر اللحظات الصعبة التي عاشتها أثناء الحريق، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من الاتصال بنجلها أو الاطمئنان عليه، بسبب طبيعة عملهم التي تفرض عليهم التفرغ التام خلال مثل هذه المهمات الخطرة.
وأوضحت سحر السيد: "في وقت الحادث، أنا بكون نفسي أطمن عليه بأي شكل، بس مستحيل أعرف أكلمه أو حتى أوصل له، وده طبعًا بسبب طبيعة شغلهم الصعب".
وواصلت سحر السيد: "استمر الحريق لساعات طويلة حتى الساعة الثالثة فجرًا، ما زاد من قلقها وتوترها" مشيرة إلى أن هناك دائمًا أخبار تتسرب من هنا وهناك، بعضها يقلق الأمهات بشكل كبير، خاصة مع عدم توافر معلومات رسمية دقيقة لحظة بلحظة.
دعوات أم لا تنقطع
وأشارت سحر السيد والدة الملازم أول نور أمتياز إلى أن كل ما كان بوسعها فعله في تلك الليلة هو الدعاء.
قالت سحر السيد بأسى: "كنت بدعيله وبدعي لكل زمايله ربنا يرجعهم بالسلامة، ويكون في عونهم، لأنهم بيتعرضوا لمواقف صعبة جدًا، ومفيش أم تقدر تنام وولدها في مهمة زي دي".
وأضافت سحر السيد أن لحظات الانتظار كانت الأصعب، وأن شعورها بالراحة لم يبدأ إلا بعد أن تلقت تطمينات من بعض المعارف أن نجلها بخير ويؤدي عمله بشكل طبيعي.
قلبي ارتاح لما طمنوني
رغم كل القلق الذي انتابها، إلا أن السيدة سحر السيد أكدت أن قلبها بدأ يهدأ حينما طمأنها أحد الأشخاص أن ابنها بخير.
أضافت سحر السيد: "قلبي ارتاح بعد ما في حد طمني إنه كويس وشغال عادي"، تقول الأم، وهي تحاول أن تخفي ألمًا يتكرر في كل مأمورية جديدة يخوضها ابنها وزملاؤه".
أمهات الأبطال .. جنود خلف الستار
حديث السيدة سحر السيد والدة الضابط الشاب يعكس جانبًا إنسانيًا لا يُسلّط عليه الضوء كثيرًا، وهو معاناة أهالي رجال الدفاع المدني، الذين يعيشون الخطر معهم لحظة بلحظة دون أن يكونوا في موقع الحدث، لكن بأعصاب مشدودة وقلوب معلقة بين الرجاء والخوف.
وتأتي شهادة سحر السيد لتكشف أن البطولة لا تقتصر فقط على من يواجه النيران وجهًا لوجه، بل تمتد أيضًا إلى من يقف في الخلف، ينتظر، ويصلي، ويتحمل بصبر لحظات الغياب والخوف.

تكريم مستحق للأبطال وذويهم
ما رواه الملازم أول نور أمتياز ووالدته سحر السيد يجب أن يكون جرس تنبيه لتقدير الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال الدفاع المدني، سواء في الميدان أو خلف الكواليس.
ومع ارتفاع وتيرة الحوادث في المنشآت الحيوية، يبقى لهؤلاء الجنود دور لا غنى عنه، وتستحق أسرهم كل الشكر والدعم النفسي والاجتماعي.
وفي النهاية، لا يسعنا إلا أن نوجّه التحية لكل أم تضع قلبها على كفها مع كل نداء استغاثة، ولكل رجل إطفاء يواجه الخطر ليحمي الأرواح والممتلكات.