حسين هريدي: العلاقات المصرية السعودية صمام أمان ولا تستحق الرد على الشائعات

في ظل حملات مشبوهة على منصات التواصل الاجتماعي تهدف للنيل من متانة العلاقات بين مصر والسعودية، خرج السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، برد واضح ومباشر يؤكد أن العلاقات بين القاهرة والرياض تمثل حجر الزاوية في منظومة الأمن القومي العربي، وأن ما يُثار من شائعات لا يستحق الرد.
وجاءت تصريحات حسين هريدي خلال مداخلة هاتفية في برنامج "حضرة المواطن"، المُذاع عبر قناة الحدث اليوم، حيث تناول بالنقد والتحليل الادعاءات الأخيرة التي زعمت وجود توتر في العلاقات بين البلدين الشقيقين.
الرد على الشائعات
أوضح حسين هريدي أن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، يوم الخميس بمدينة العلمين، جاء ليضع حدًا للشائعات المغرضة التي راجت مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي زعمت وجود خلافات حادة بين مصر والسعودية.
وقال حسين هريدي: "كل ما قيل عن توتر في العلاقات أو خلافات لا أساس له من الصحة، وكان الهدف منه واضحًا، وهو إحداث الوقيعة بين القاهرة والرياض".
ركيزة التضامن العربي
شدد حسين هريدي على أن العلاقات بين مصر والسعودية ليست علاقات عابرة أو مرحلية، بل تمثل ركيزة أساسية للعمل العربي المشترك، وأحد أهم ثوابت التضامن العربي والأمن القومي الإقليمي.
وأوضح حسين هريدي أن التنسيق المستمر بين البلدين يعد بمثابة صمام أمان للمنطقة، وخاصة في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة، مؤكدًا: "هذا التعاون يكتسب أهمية مضاعفة اليوم، وغدًا، في ضوء ما يتم التخطيط له في واشنطن وتل أبيب، لتغيير ملامح خريطة الشرق الأوسط".
التحالف المصري السعودي
أشار حسين هريدي إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية صرّح مؤخرًا بنيته تغيير خريطة الشرق الأوسط، وهو ما يعزز من أهمية التحالف الاستراتيجي بين مصر والسعودية كقوة توازن إقليمي قادرة على التصدي لأي مشروع يستهدف تقسيم المنطقة أو إضعاف دورها.
وأضاف حسين هريدي: "العلاقات بين القاهرة والرياض ضرورية في مواجهة التهديدات المقبلة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية، وهي تمثل حائط صد ضد محاولات تفتيت المنطقة".
مواقف تاريخية لا تُنسى
وخلال مداخله حسين هريدي، استرجع الإعلامي سيد علي، مواقف تاريخية تعكس متانة العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى الدعم الكبير الذي قدمته المملكة لمصر في أوقات حرجة، لا سيما بعد أحداث 30 يونيو، قائلاً: "لن ننسى موقف الملك عبد الله، الذي هدّد الولايات المتحدة حينها، وأرسل الأمير سعود الفيصل برسالة واضحة: إذا فُرضت عقوبات على مصر، فالمملكة ستتحمل التكلفة".
وأضاف حسين هريدي: "نفس الموقف يتكرر اليوم من الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فهناك دعم غير معلن وتحركات في الكواليس تصب في صالح استقرار مصر والمنطقة".
التعقّل في تناول العلاقات
اختتم حسين هريدي مداخلته بدعوة وسائل الإعلام والمتابعين على السوشيال ميديا إلى التحلي بالوعي والمسؤولية في تناول العلاقات الاستراتيجية بين الدول العربية، قائلاً: "من يقترب من العلاقات المصرية السعودية بطريقة سلبية، لا يمكن تصنيفه إلا كجزء من أدوات التشويش والتفتيت".
كما طالب حسين هريدي الجمهور بـ"الترفع عن الرد على تفاهات اللجان الإلكترونية"، مؤكدًا أن العلاقات المصرية السعودية أعمق وأقوى من أن تهزها تغريدة أو منشور مغرض.

التحالف المصري السعودي
تشكل العلاقات المصرية السعودية اليوم ركيزة استراتيجية للأمن العربي الشامل، وهي علاقات ضاربة في الجذور، يحكمها التاريخ والدين والمصالح المشتركة، وتستعصي على محاولات الاختراق أو التشكيك.
ومن خلال تصريحات السفير حسين هريدي، يبدو واضحًا أن القاهرة والرياض تدركان حجم التحديات القادمة، وتعملان على مواجهتها بشكل موحد، مما يجعل هذا التحالف أكثر من مجرد شراكة سياسية؛ إنه حجر أساس لاستقرار المنطقة بأكملها.