عاجل

اشتباكات السويداء .. شاهر الشاهر: "الفراغ الأمني أسهم في تفاقم الأحداث"| فيديو

 الأوضاع في السويداء
الأوضاع في السويداء

في ظل تصاعد التوترات الأمنية جنوب سوريا، لا تزال محافظة السويداء تشهد اشتباكات متقطعة بين مجموعات من الدروز والعشائر، ما يثير تساؤلات حول خلفيات هذه الأزمة وآفاق تهدئتها، وفي هذا السياق، قدّم الدكتور شاهر الشاهر، أستاذ الدراسات الدولية، رؤية تحليلية حول جذور هذه المواجهات، وأسباب تعثر الاتفاق الذي كان من المفترض أن ينهي التوتر بين الأطراف.

فشل الاتفاقات السابقة 

أوضح شاهر الشاهر، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "نيوز تن" على قناة "Ten"، أن الاشتباكات المتجددة في السويداء تعود في الأساس إلى عدم تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه سابقًا بين الطرفين، مشيرًا إلى أن "بعض بنود الاتفاق لم تكن واضحة بشكل كافٍ، وهو ما فتح الباب أمام تفسيرات متعددة وتوترات لاحقة".

وأكد شاهر الشاهر أن الاتفاق تضمن نقاطًا جوهرية كان من المفترض أن تضع حدًا للتوتر، لكن عدم الالتزام بها بالكامل، أو غموض صياغة بعضها، أدى إلى غياب الثقة بين الأطراف المعنية، قائًلا: "من وجهة نظري، هناك حاجة حقيقية لإعادة صياغة بعض البنود بشكل واضح ودقيق، حتى لا يكون هناك مجال للتأويل أو الالتفاف على مضمونها".

العامل الأمني وغياب الدولة

وفي تحليله للأبعاد الأعمق للأزمة، شدد شاهر الشاهر على أن "الفراغ الأمني" في محافظة السويداء أسهم بشكل مباشر في تفاقم الأحداث، لافتًا إلى أن الدولة السورية لا تمارس سيطرة فعلية ومباشرة على كامل الجغرافيا في المحافظة، وهو ما يترك مساحة أمام الجماعات المسلحة والمليشيات المحلية لفرض نفوذها، سواء أكانت عشائرية أم طائفية.

وأشار شاهر الشاهر إلى أن هذا الغياب جعل بعض العشائر تشعر بالحاجة إلى تأمين نفسها ذاتيًا، مما يدفعها أحيانًا إلى المواجهة أو التحرك بشكل منفرد، في ظل غياب آليات حل سلمية فعالة.

أبعاد طائفية واجتماعية

وفيما يتعلق بالطابع الطائفي الذي يغلف الصراع في السويداء، أوضح شاهر الشاهر أن الاشتباكات لا يمكن فصلها عن البنية الطائفية والمجتمعية المعقدة في الجنوب السوري، قائًلا: رغم أن النزاع الظاهر يبدو بين الدروز وبعض العشائر، إلا أن خلفياته متشابكة، وتتضمن أبعادًا تاريخية واجتماعية، بالإضافة إلى عوامل اقتصادية تضاعف من حدة التوتر".

كما أشار شاهر الشاهر إلى أن التحريض الإعلامي المحلي، والتجييش على وسائل التواصل الاجتماعي، أسهما في تعقيد الأزمة، وزيادة الفجوة بين أبناء المجتمع المحلي.

ضرورة تدخل العقلاء

ودعا شاهر الشاهر إلى ضرورة تحرك فوري من قبل الزعامات المحلية، ووجهاء العشائر، والمراجع الدينية والدروزية، من أجل تهدئة الموقف والعمل على تفعيل الحوار الداخلي، مشددًا على أن "السويداء لا تحتمل مزيدًا من الفوضى، ويجب تدارك الأمر قبل أن يتحول إلى صراع مفتوح يصعب احتواؤه".

وأكد شاهر الشاهر أن التحرك نحو حل دائم لا يمكن أن يتم دون دعم مباشر من الدولة، وتوفير الضمانات الأمنية، وتحقيق العدالة في التعامل مع القضايا الخلافية، بعيدًا عن المحسوبيات والانحيازات.

 الأوضاع في السويداء
 الأوضاع في السويداء

سيناريوهات مستقبلية

وحول مستقبل الأوضاع في السويداء، حذر شاهر الشاهر من أن استمرار الاشتباكات قد يؤدي إلى خلق بيئة خصبة للتدخلات الخارجية أو نشوء تنظيمات متطرفة تستغل حالة الفوضى. وأكد أن "الاستقرار في الجنوب السوري هو مفتاح مهم لأمن سوريا ككل، ويجب التعامل مع الأزمة الحالية بحذر واستراتيجية شاملة".

وختم شاهر الشاهر تصريحه بالإشارة إلى أن أي حل للأزمة لا بد أن يراعي الخصوصية الثقافية والاجتماعية لمحافظة السويداء، وأن يُبنى على قاعدة الاحترام المتبادل والعدالة بين جميع الأطراف، دون تمييز أو إقصاء.

تم نسخ الرابط