محمود بدر: غياب الدولة يُخصخص الأمن ويحوّل المجتمع إلى جزر معزولة

حذّر البرلماني محمود بدر، عضو مجلس النواب، عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، من خطورة غياب الدولة في لحظات الفوضى، مؤكدًا أن المواطن حينها لا يبحث عن أفكار بل عن حماية، مما يفتح الباب أمام الانهيار الكامل لمفهوم الدولة.
وقال بدر، في تغريدة له عبر صفحته الرسمية بمنصة "إكس": "الناس في لحظات الفوضى لا يبحثون عن أفكار، بل عن حماية، فإذا غابت الدولة، بحث المواطن عن رابطة بديلة: قبيلة تحميه، أو طائفة تصرخ لأجله، أو جماعة دينية تُغطي عجزه باليقين".
وأضاف محمود بدر: "هنا يصبح كل شيء مهيأ للسقوط: القانون يتحوّل إلى ورقة مهترئة لا تحمي أحدًا.. الأمن يُخصخص، والسلاح ينتشر، والجار لا يثق في جاره، وتتحول فكرة الدولة من “نحن” إلى “أنا ومن معي فقط”.
وفى وقت سابق تحدث بدر، عن خطورة غياب الدولة كمفهوم مؤسسي، مؤكدًا أن الدولة ليست مجرد اسم على خريطة، بل كيان متكامل الأركان، تنهار بمجرد اختلال أحد عناصره الأساسية.
جاء ذلك من خلال تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع "إكس"، قائلاً: "الدولة مش اسم على خريطة.. الدولة كيان له أركان، دولة من غير مؤسسات، تبقى ساحة فوضى.. وغابة بيفترس فيها القوي الضعيف".
غياب السلطة يفتح الباب للفوضى
وأوضح بدر: "الدولة ببساطة هي: شعب حتى لو اختلفت أديانه وأعراقه، بيجمعه عقد واحد اسمه المواطنة، أرض حدود جغرافية محمية، مش عرضة للبيع أو التقسيم، سلطة سياسية تدير شؤون الناس، تشرّع القوانين، وتطبّقها على الكبير قبل الصغير".
وحذر بدر، من أن غياب السلطة أو تحولها إلى عصابات يفتح الباب واسعاً أمام الفوضى، والتدخلات الخارجية، كما حدث في سوريا، قائلا : "لكن لما تغيب السلطة السياسية، أو تتحول من مؤسسات إلى عصابات، كل حاجة بتنهار: الشعب مايعرفش يحمي نفسه بالقانون، يدور على رابطة تانية: دينية أو طائفية أو قبلية، والقانون يبقى حبر على ورق، لأن مفيش دولة تطبقه، واللي بيفرض النظام وقتها، هو البندقية والسلاح، مش القانون".
وأضاف محمود بدر: "وده اللي حصل في سوريا حرفيًا أول ما انهارت السلطة السياسية، تحوّلت سوريا من دولة لخرابة، الإقليم نفسه اتقسم، والشعب اتشرّد، والدولة أصبحت ساحة حرب بين وكلاء الخارج، وكل طرف بيدّعي إنه الحامي والمنتصر".