عاجل

محمد العالم: تصريحات ترامب عن سد النهضة تكشف ازدواجية واشنطن وتفجر الأزمة|خاص

محمد العالم
محمد العالم

قال محمد العالم، الصحفي المتخص بالشأن الأمريكي والدولي من واشنطن، أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أزمة سد النهضة تمثل عودة مفاجئة ومثيرة للجدل إلى ملف دولي بالغ الحساسية، معيداً بذلك تسليط الضوء على دور الولايات المتحدة الذي اتسم بالتناقض خلال فترة ولايته الأولى (2016–2020).

ترامب يروّج لدور أمريكي في تمويل سد النهضة رغم دوره السابق كوسيط

وأوضح العالم في تصريح خاص لموقع "نيوز رووم" أن ترامب جدد، في الأسابيع الأخيرة، الحديث عن ملف سد النهضة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة كانت هي من "أنارت" أو موّلت بناء السد. وهو ما يعد، بحسب العالم، تصريحًا خطيرًا يمس بصورة واشنطن كوسيط دولي محايد في قضية تمس الأمن المائي لدولتي المصب مصر والسودان.

واشنطن فقدت حيادها بعد انسحاب إثيوبيا المهين من مفاوضات 2020

وأشار العالم إلى أن ترامب خلال فترته الأولى لعب دورًا مباشرًا في استضافة مفاوضات ثلاثية في واشنطن، جمعت مصر والسودان وإثيوبيا، قبل أن تنسحب الأخيرة من الجولة النهائية بطريقة وصفها بـ"المهينة وغير اللائقة"، خصوصاً تجاه مكانة الولايات المتحدة كوسيط. 

وعلى الرغم من تلك الواقعة، لم يعترف ترامب وقتها بتمويل بلاده للسد، بل أظهر موقفًا داعمًا لمصر، بلغ حد التلميح بإمكانية قيام القاهرة بضربة عسكرية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق ملزم.

وأضاف العالم: "كان هناك حُسن تصرف من الجانب المصري بعدم الانجرار خلف تصريحات ترامب آنذاك. 

واليوم، حين يخرج ويؤكد أن الولايات المتحدة كانت الداعم الأول للسد، فهو في الواقع يضعف من حُجية واشنطن كوسيط، ويمنح إثيوبيا ورقة ضغط جديدة".

تمهيد إعلامي أم ورقة انتخابية؟

ويرى محمد العالم أن توقيت تصريحات ترامب لا يمكن فصله عن سعيه لإعادة قضايا عالمية إلى دائرة الجدل الإعلامي، خاصة في ظل حملته الانتخابية الرئاسية المقبلة. فقد اعتاد ترامب إطلاق وعود كبرى منها إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية خلال 24 ساعة  دون أن يقدم آليات واقعية لتنفيذها، وهو ما انعكس على تعامله مع العديد من الأزمات الدولية.

وقال العالم: "من غير الممكن التعويل على تصريحات ترامب بشأن اقتراب اتفاق لحل أزمة السد. فالواقع أن الولايات المتحدة، بتمويلها للسد، هي الطرف الأهم في الضغط على إثيوبيا، وليست مجرد وسيط كما تحاول أن تظهر".

موقف مصري واضح لا تهاون فيه

وأكد العالم أن القاهرة كانت حاسمة في تحديد موقفها من أزمة سد النهضة، إذ أكدت أنها لن تقبل بأي مساس بحصتها التاريخية من مياه النيل، وأن أي مفاوضات يجب أن تُبنى على هذا الأساس. وهذا الموقف، وفقًا للعالم، يقطع الطريق أمام أي محاولات للالتفاف أو الضغوط السياسية، ويؤكد أن أمن مصر المائي غير خاضع للمساومات الدولية أو الوعود السياسية المؤقتة.

وختم الصحفي محمد العالم تصريحه بالتأكيد على أن أزمة سد النهضة لا تحتمل التصريحات الشعبوية أو الاستخدام الانتخابي، مشددًا على ضرورة تحرك دبلوماسي جاد ومستقل، لا يتأثر بتغير الإدارات الأمريكية أو حساباتها السياسية.

تم نسخ الرابط