الاحتلال يحاصر والمجاعة تفتك.. تحذيرات طبية من إبادة جماعية في غزة

كشفت مصادر طبية، عن ارتفاع مقلق في أعداد الوفيات نتيجة الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة، محذّرة من مجاعة كارثية باتت تفتك بالأهالي، وسط استمرار الهجمات الدامية قرب مراكز توزيع المساعدات الأمريكية، التي وصفتها المصادر بـ"مصائد الموت".
انهيار المنظومة الصحية
وأكدت المصادر أن القطاع يواجه حالة مجاعة حقيقية، مع نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية، وتفشٍ خطير لسوء التغذية الحاد، في ظل انهيار المنظومة الصحية وعجزها عن التعامل مع تداعيات هذه الكارثة الإنسانية.
وأفادت المصادر بأن مجمع ناصر الطبي استقبل منذ فجر اليوم 32 شهيدًا، وعشرات المصابين، ضحايا مجزرة الاحتلال الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات جنوب القطاع.
ووجّهت المصادر تحذيرًا شديد اللهجة من وقوع كارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة إذا استمر الصمت الدولي، مطالبة المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بالتدخل العاجل وفتح ممرات إنسانية لتوريد الغذاء والدواء والوقود بشكل مستمر ومنتظم.
تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
وفي السياق ذاته، حذّر منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، توم فليتشر، مجلس الأمن الدولي من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، مشددًا على أن إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، تتحمل المسؤولية القانونية لضمان وصول الغذاء والإمدادات الطبية، وهو ما لا يحدث حاليًا.
وقال فليتشر من نيويورك: "المدنيون يتعرضون للقتل والتهجير والتجويع، ويتجرّدون من أدنى معاني الكرامة، والواقع في غزة بلغ مستوى لا تقدر الكلمات على وصفه"، مشيرًا إلى أن من يسعى خلف لقمة العيش يخاطر بالتعرض لإطلاق النار، مؤكدًا: "الناس يموتون وهم يحاولون إطعام عائلاتهم".
«الصحة الفلسطينية»: نقص الوقود يهدد بإغلاق جميع مستشفيات غزة خلال أيام
قال الدكتور خليل دقران، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، إن استمرار منع الاحتلال دخول الوقود إلى قطاع غزة يهدد بشكل مباشر بإغلاق جميع المستشفيات خلال الأيام المقبلة، نظرًا لاعتمادها الكامل على المولدات الكهربائية.
وأشار إلى أن سياسة "التنقيط" التي تتبعها سلطات الاحتلال في إدخال كميات قليلة من الوقود تهدف إلى إنهاك المنظومة الصحية وتعطيل أجهزة الطوارئ والعناية المركزة.
الوضع في قطاع غزة
وفي مداخلة عبر تطبيق زووم مع قناة إكسترا نيوز، أوضح د. دقران أن الاحتلال يمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية إلى القطاع، ويقصف نقاط الإغاثة التي تقدم المساعدات للمرضى والأطفال، لافتًا إلى أن فرق الطوارئ باتت مجبرة على المفاضلة بين المصابين لاختيار من سيتم إنقاذه أولًا.
وقال: "الجمعة فقط، توفيت طفلة لا يتجاوز عمرها عامًا ونصف نتيجة سوء التغذية الشديد، دون وجود علاج أو تغذية مناسبة في المشفى".