كاترين فرج الله: غياب التوافق الأوروبي يخدم روسيا |خاص

قالت الدكتورة كاترين فرج الله الباحثة السياسية إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لم يتمكنوا في التوصل إلى اتفاق بشأن فرض عقوبات اقتصادية على روسيا هذا الفشل، مما يعكس دلالة هامة وهي تعميق الخلاف داخل الاتحاد العجوز وعدم توحيد الرؤي بشان القرارات الخارجية.
وأكدت الدكتورة كاترين فرج الله في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن هذا المشهد يعطي فرصة كبيرة لموسكو للاستمرار في حربها وتوسيع سيطرتها في مناطق مثل خاركيف، لا سيما أن موسكو تعلم جيدا أن هناك دول في الاتحاد الأوروبي تقف عقبة رئيسة أمام تمرير حزمة العقوبات ضد روسيا فهذا الخلاف يخدم روسيا
وأشارت فرج الله إلى أنه رغم ترحيب الاتحاد الأوروبي باعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقديم الدعم العسكري لاوكرانيا حتى لا يتحمل الاتحاد الأوروبي عبئ المساعدات بمفرده إلا أن قرار ترامب كان واضحًا أن المساعدات ستكون ممولة من الاتحاد لأنه رجل الصفقات في المقام الأول
رد فعل بوتين على العقوبات الغربية
وأضافت الدكتورة كاترين فرج الله أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يري أن العقوبات الغربية لا جدوي لها، وذلك لأن موسكو تقوم بتنويع مصادرها الاقتصادية مثل الهند والصين وغيرها من الدول الحليفة.
وأكدت الباحثة السياسية أن بوتين ينظر إلى غياب التوافق بين دول الإتحاد الأوروبي بأنها تصب في مصلحته في التقدم بقوة تجاة معركته مع كييف وترسيخ معادلة جيوسياسية جديدة ايضا أدى غياب التوافق إلى الترابط الشعبي خلف القيادة الروسية والعمل بقوة حتى لا تنضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي الناتو، فضلًا عن دفع روسيا لبسط نفوذها على المزيد من الأراضي الأوكرانية والتي تعتبرها روسيا أنها أراضي روسية بامتياز.
اختراق روسي لبريطانيا
في وقت سابق وصفت صحيفة التلجراف البريطانية كشف أجهزة الأمن في المملكة المتحدة عن شبكة تجسس روسية مؤخراً بأنه تطور خطير يعكس تصعيداً واضحاً في السياسة الروسية تجاه لندن، التي باتت تمثل هدفاً رئيسياً للكرملين، وربما تحتل المرتبة الأولى على قائمة أولويات موسكو بعد الحرب في أوكرانيا.
وأفاد التقرير بأن روسيا تسعى من خلال هذا الاستهداف المنهجي إلى إضعاف الدعم العسكري البريطاني المقدم لكييف، وزعزعة الاستقرار الداخلي عبر حملات تضليل ممنهجة، وعمليات تخريبية، إضافة إلى شن هجمات إلكترونية باهظة الكلفة.
كما أشار إلى سلسلة هجمات طالت البنية التحتية ومرافق النقل في بريطانيا وعدد من الدول الأوروبية المتورطة في إيصال المساعدات إلى أوكرانيا، مرجّحاً تورط عملاء روس في إشعال حريق بأحد المستودعات في لندن، والهجوم الذي استهدف منشأة تابعة لشركة DHL في برمنجهام.
وفي إطار الرد البريطاني، فرضت السلطات في لندن عقوبات على عدد من المتورطين في أنشطة تجسس لصالح موسكو، وهو ما اعتبرته التلغراف جزءاً من استراتيجية أشمل لمواجهة ما وصفته بـ"الحرب السياسية" التي تشنها روسيا.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن ستة مواطنين بلغاريين أُدينوا هذا العام بارتكاب جرائم تجسس لصالح روسيا داخل بريطانيا وخارجها، ما يعكس اتساع نطاق النشاط الاستخباراتي الروسي.
ولم تقتصر التهديدات الروسية على التجسس فقط، بل شملت كذلك محاولات اغتيال على الأراضي البريطانية، حيث نسبت إلى جهاز المخابرات العسكرية الروسي ست عمليات اغتيال أو محاولات فاشلة منذ وصول فلاديمير بوتين إلى السلطة.