عاجل

بين التأخير والانتظار.. خريجو الصيدلة والأسنان يعانون من غياب التكليف

نقابة اطباء الاسنان
نقابة اطباء الاسنان

يعيش آلاف من خريجي دفعة 2023 من كليات الصيدلة وطب الأسنان والعلاج الطبيعي حالة من القلق والترقب، مع مرور عدة أشهر على تخرجهم دون صدور قرار رسمي بشأن تكليفهم من وزارة الصحة والسكان. 

في الوقت نفسه، أعلنت الوزارة مؤخراً عن تكليف دفعة 2022 من خريجي طب الأسنان فقط، ما زاد من حالة الاستفهام بين الخريجين الجدد.

قرار التكليف ليس إلزامياً 

وفقًا لقانون التكليف رقم 65 لسنة 2007، فإن قرار التكليف ليس إلزامياً وإنما يصدر وفقًا لاحتياجات وزارة الصحة ومديرياتها المختلفة. وأكدت مصادر مطلعة داخل الوزارة أن بعض المستشفيات وصلت إلى حد الاكتظاظ، ما يجعلها غير قادرة على استقبال خريجين جدد بشكل فعلي، خاصة أن ذلك قد يؤثر سلبًا على عمليات التدريب والتأهيل المهني.

وفي هذا السياق، أوضحت المصادر أن هناك حصرًا جاريًا لتحديد الاحتياجات الفعلية من الأطباء في مختلف المديريات والهيئات التابعة للوزارة، مشيرة إلى أن عدد أطباء الأسنان المطلوبين في الوقت الحالي لا يتجاوز 950 طبيبًا، في حين يبلغ عدد الخريجين المنتظرين أكثر من 10 آلاف طبيب أسنان.

تفاقم الأزمة

من جانبه، حذر الدكتور إيهاب هيكل، نقيب أطباء الأسنان، من تفاقم الأزمة بسبب كثرة الخريجين مقارنة بنقص فرص العمل. وأوضح أن النقابة رفعت تقريرًا رسميًا في 2021 إلى وزارتي الصحة والتعليم العالي يشير إلى وجود أكثر من 102 ألف طبيب أسنان مقيدين بالنقابة، في حين لا يتناسب سوق العمل مع هذا العدد الضخم. 

وأضاف هيكل أن استمرار فتح باب القبول لكليات طب الأسنان والصيدلة بدون دراسة متأنية للواقع يشكل خطرًا على مستقبل الخريجين، مطالبًا بضرورة اتخاذ قرارات جريئة لإعادة التوازن إلى سوق العمل.

التكليف الإلكتروني

وفي ردها، أكدت مصادر بوزارة الصحة والسكان أن نظام التكليف الإلكتروني يعتمد على احتياجات الجهات المختلفة مثل المديريات الصحية والجامعات والتأمين الصحي وأمانة المراكز الطبية المتخصصة، مشيرة إلى أن القرار لا يصدر إلا بعد إتمام تجميع خطط العمالة من هذه الجهات.

وقف فتح أي كليات صيدلة جديدة

على صعيد متصل، طالبت النائبة إيرين سعيد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، بوقف فتح أي كليات صيدلة جديدة، نظراً للزيادة غير المبررة في أعداد الخريجين، التي تفوق قدرة سوق العمل على استيعابهم. وأكدت أن هناك تخصصات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي تفتح آفاقًا أوسع للشباب، مشددة على ضرورة إعادة تقييم شامل من وزارتي التعليم العالي والصحة لتحديد الاحتياجات ووضع خريطة واضحة لتوظيف الخريجين بدلاً من تكبدهم البطالة.

وسط كل هذه التطورات، يبقى مستقبل آلاف الخريجين معلقًا بانتظار قرار رسمي يضع حدًا لحالة عدم اليقين، ويعيد لهم الأمل في بداية مسيرتهم المهنية، أو على الأقل يضع أمامهم صورة واضحة للواقع الذي سيواجهونه.

تم نسخ الرابط