وفد من الـ«CIA» يصل إلى قاعدة قسرك في سوريا لتعزيز التنسيق الأمني

زار وفد من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) قاعدة عسكرية في محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، في خطوة تعكس تصاعد التنسيق الأمني الأمريكي مع القوى المحلية وسط حالة من التوتر المتزايد في المنطقة.
ووفقًا لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، وصل الوفد، صباح السبت، إلى قاعدة قسرك الواقعة شمال المحافظة على متن عشر عربات مصفحة، وسط إجراءات أمنية مشددة، تعكس أهمية الزيارة والحذر الذي يحيط بها.
تأتي هذه الزيارة في إطار الجهود الأمريكية لتقييم الوضع الأمني ميدانيًا وتعزيز التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي تعد الشريك الأساسي لواشنطن في مكافحة خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي، والتي لا تزال تشكل تهديدًا في مناطق شمال وشرق سوريا.
وفي سياق متصل، دخل رتل عسكري أمريكي مكون من 20 شاحنة محملة بكتل إسمنتية ضخمة إلى قاعدة قسرك، ضمن عمليات التحصين والتدشيم التي تنفذها القوات الأمريكية لتعزيز جاهزية القاعدة وحمايتها، في مؤشر واضح على إصرار واشنطن على تثبيت وجودها العسكري في المنطقة.
وحسب مصادر المرصد، عبر الرتل معبر "الوليد" الحدودي مع إقليم كردستان العراق، وتوجه مباشرة نحو القاعدة تحت حراسة مشددة من عربات مدرعة من طراز "همفي".
وقد وصل، أمس، وفد أمريكي رفيع المستوى إلى قاعدة التحالف الدولي في منطقة قسرك، قادماً من منطقة تل بيدر. وأفادت المصادر بأن الوفد ضم نحو 20 سيارة دفع رباعي، إضافة إلى شاحنتين مغلقتين وعدد من سيارات "قسد"، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وزير خارجية الاحتلال: خطاب أحمد الشرع الأخير استعراض لدعم الجهاديين
في سياق متصل، علّق وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على خطاب الرئيس السوري أحمد الشرع الذي ألقاه صباح السبت عقب إعلان وقف شامل لإطلاق النار في محافظة السويداء، واصفًا إياه بأنه "استعراض لدعم المهاجمين الجهاديين".
وقال ساعر، في تدوينة على منصة "إكس"، إن الرئيس السوري وجّه اتهامات مباشرة لإسرائيل، معتبرًا أن الوضع في سوريا بات خطرًا للغاية على الأقليات من دروز وأكراد وعلويين ومسيحيين، داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه حماية هذه المكونات.
الشرع: نحذر من مشاريع التقسيم وندين التدخل الإسرائيلي
في المقابل، أكد الشرع في خطابه أن الطائفة الدرزية تمثل جزءًا لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري، محذرًا من مغبة تعميم الاتهامات على طائفة بأكملها بسبب تصرفات فئة محدودة لا تعبّر عن تاريخها ومواقفها الوطنية.
وأوضح أن محافظة السويداء ستظل مكونًا أصيلاً من الدولة السورية، وأبناؤها يرفضون أي مشاريع تقسيمية، مشددًا على أن محاولات تفكيك وحدة الشعب السوري أو إقصاء مكوناته تشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار البلاد.
وأكد التزام الدولة بحماية جميع المواطنين دون تمييز، ومحاسبة كل من ارتكب تجاوزات أو انتهاكات، مشيرًا إلى أن القانون سيطبّق على الجميع دون استثناء، ومؤكدًا أن العدالة وسيادة الدولة فوق كل اعتبار.
وفي ختام كلمته، قال الرئيس السوري إن التدخلات الخارجية، وعلى رأسها الإسرائيلية، تشكل تهديدًا لأمن واستقرار سوريا، داعيًا إلى الحفاظ على وحدة البلاد ورفض كل مشاريع التقسيم والتفتيت.