الديوان الملكي السعودي يعلن وفاة الأمير الوليد بن خالد

أعلن الديوان الملكي السعودي، اليوم السبت، وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، المعروف إعلاميًا بـ"الأمير النائم"، بعد غيبوبة استمرت نحو عشرين عامًا.
وجاء في بيان الديوان الملكي:"انتقل إلى رحمة الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، وسيُصلى عليه إن شاء الله يوم غدٍ الأحد الموافق 25 / 1 / 1447هـ، بعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون."
غيبوبة دامت عقدين.. البداية من لندن
الأمير الوليد، المولود في أبريل 1990، هو نجل الأمير خالد بن طلال، وحفيد الأمير طلال بن عبد العزيز، ويعد شقيقًا للأمير ورجل الأعمال البارز الوليد بن طلال.
وتعرض الأمير الوليد لحادث سير مروّع عام 2005 أثناء دراسته في الكلية العسكرية بالعاصمة البريطانية لندن، ما تسبب له بإصابات بالغة في الرأس وأدخله في غيبوبة عميقة.
ووقع الحادث وقع بينما كان الأمير يقود سيارته برفقة صديقين، حيث اصطدمت المركبة بسبب السرعة العالية، حيث أكد الأطباء حينها تعرضه لـ"موت دماغي" مع توقعات بوفاته خلال فترة قصيرة، إلا أن الأمور اتخذت مسارًا مختلفًا.

إصرار الأسرة على العلاج
على الرغم من التقييمات الطبية المتشائمة، رفض الأمير خالد بن طلال إنهاء حياة نجله بنزع الأجهزة الطبية، متمسكًا بالأمل والإيمان بإمكانية شفائه، واستعانت الأسرة بفريق طبي يضم ثلاثة أطباء أمريكيين وطبيبًا إسبانيًا لمحاولة وقف النزيف الدماغي، لكن دون تقدم ملموس.
وفي عام 2007، تعرض الأمير الوليد لنزيف في الرئة شكّل خطرًا جديدًا، غير أن الفريق الطبي نجح في السيطرة عليه. وبعد سنوات من المتابعة الدقيقة، نشر مقطع فيديو عام 2019 من قبل الأميرة ريما بنت طلال، يظهر فيه الأمير وهو يحرّك رأسه للمرة الأولى منذ دخوله في الغيبوبة.
الأمير النائم.. لقب تحول إلى رمز
بسبب حالته الصحية الممتدة، أطلق عليه الإعلام والجمهور لقب "الأمير النائم"، الذي ظل مرافقًا له طيلة فترة غيبوبته، وصار رمزًا للأمل والصبر والتمسك بالحياة رغم الصعاب.
وفي تطور لافت عام 2021، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو جديدًا للأمير الوليد وهو يحرّك أصابعه ويرفع يده استجابة لتحية ألقتها عليه سيدة، مما جدد مشاعر التفاؤل لدى عائلته ومحبيه.
والده: حياة ابني ليست بيدي
أكد الأمير خالد بن طلال في تصريحات إعلامية تمسكه بعدم سحب الأجهزة الطبية، وقال: "لا يمكنني اتخاذ قرار بإنهاء حياة ابني، الله وحده هو من يقرر متى تنتهي الأعمار، ونحن نعيش على أمل رحمته، وقد أبقى الله روحه لأجلٍ نجهله."
وظلت قصة "الأمير النائم" طيلة السنوات الماضية مصدر تعاطف كبير داخل المملكة وخارجها، وشكلت حالة نادرة في الطب الحديث حول غيبوبات الدماغ طويلة الأمد.