روسيا تعلق رحلات مطار «فنوكوفو» بعد إسقاط طائرة مسيّرة فوق موسكو

أعلنت هيئة مراقبة الطيران الروسية "روسافياتسيا"، اليوم السبت، تعليق جميع رحلات الوصول والمغادرة في مطار فنوكوفو الدولي بالعاصمة موسكو، حتى يتم التأكد من سلامة المجال الجوي. يأتي ذلك في أعقاب حادث أمني جديد أثار حالة من الاستنفار في العاصمة الروسية.
وكان سيرجي سوبيانين، رئيس بلدية موسكو، قد صرح عبر حسابه الرسمي على تطبيق "تليجرام" أن قوات الدفاعات الجوية الروسية تمكنت من إسقاط طائرة مسيّرة كانت متجهة نحو موسكو. وأوضح سوبيانين أن فرق الطوارئ توجهت على الفور إلى موقع سقوط الحطام للبدء في معالجة الموقف وضمان سلامة المدنيين.
وأكدت السلطات أن تعليق حركة الطيران في مطار فنوكوفو جاء كإجراء احترازي لحين استكمال عمليات الفحص والتأكد من عدم وجود تهديدات أخرى في الأجواء، في وقت تستمر فيه التحقيقات لمعرفة تفاصيل الحادث والجهة المسؤولة عنه.
روسيا تهدد بريطانيا بمصير أوكرانيا
وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة التلجراف البريطانية، أن الكشف الأخير عن شبكة تجسس روسية في المملكة المتحدة يمثل تصعيداً في السياسة الروسية تجاه لندن، التي أصبحت وفق التقرير "هدفاً رئيسياً للكرملين، وربما الهدف الأول بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا".
وأفادت الصحيفة، أن موسكو تحاول، من خلال هذا التصعيد، تقويض الدعم العسكري البريطاني لأوكرانيا وزعزعة الاستقرار الداخلي في بريطانيا، عبر حملات تضليلية وهجمات إلكترونية وتخريبية، مشيرة إلى سلسلة اعتداءات استهدفت البنية التحتية ومراكز النقل المرتبطة بتقديم الدعم لكييف.
ورجّح التقرير وقوف عناصر من الاستخبارات الروسية وراء حادث حريق في أحد مستودعات لندن، والهجوم على منشأة تابعة لشركة DHL في برمنجهام.
في الإطار ذاته، فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على عدد من الأفراد المتورطين في أنشطة تجسس لصالح موسكو، في ما وصفته الصحيفة بأنه جزء من رد شامل على "حرب سياسية" تشنّها روسيا ضد الغرب.
وأشارت "التلجراف" إلى أن التهديد الروسي لا يقتصر فقط على عمليات التجسس، بل شمل أيضاً محاولات اغتيال على الأراضي البريطانية، حيث نُسبت ست عمليات أو محاولات اغتيال إلى جهاز المخابرات العسكرية الروسي منذ وصول فلاديمير بوتين إلى الحكم.
وفي إطار المواجهة الإعلامية، كشفت الصحيفة، أن روسيا استغلت الحرب في غزة عام 2023، عبر نشر محتوى مضلل من خلال "جيش من الحسابات الوهمية" على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تضخيم الأصوات المؤيدة للفلسطينيين، وإثارة الانقسام داخل المجتمع البريطاني، والتأثير على سياسات الحكومة.
وفي ختام تقريرها، دعت "التلجراف" إلى تعزيز الردع البريطاني في مواجهة التهديدات الروسية، من خلال الاستثمار في الأمن السيبراني والاستخبارات، رغم ما يتطلبه ذلك من تكاليف باهظة.
ونقلت عن مدير جهاز الاستخبارات الداخلية MI5، كين ماكالوم، قوله إنه اضطر مؤخراً إلى تقليص موارد مكافحة الإرهاب للتفرغ لمواجهة التهديدات المتزايدة من روسيا ودول أخرى.
وختمت الصحيفة، بالتحذير من أن "الدفاع وحده لم يعد كافياً"، داعية إلى استراتيجية هجومية تستهدف تحميل أجهزة المخابرات الروسية ثمناً باهظاً، بينما أكدت وزارة الخارجية البريطانية أن لندن "ترد على الهجمات الروسية خلف الكواليس"، ما اعتُبر مؤشراً على "إرادة واضحة للردع والمواجهة".