عاجل

رامي عاشور: اتفاق وقف إطلاق النار بين دمشق وتل أبيب تخدم الأجندة الإسرائيلية

الرئيس السوري - أحمد
الرئيس السوري - أحمد الشرع

في تحليل سياسي حول الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، وصف الدكتور رامي عاشور، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، هذا الاتفاق بأنه "مؤقت وتكتيكي"، يهدف بالأساس إلى تعزيز المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية، وليس إلى إرساء سلام حقيقي أو دائم في المنطقة.

اتفاق مؤقت يخدم الاستراتيجية 

أكد رامي عاشور أن الاتفاق الأخير لا يعكس نية إسرائيلية في التوصل إلى سلام شامل ومستدام، بل هو جزء من مناورة سياسية وعسكرية تهدف إلى خلق واقع جديد على الأرض يخدم المصالح الإسرائيلية. وأضاف أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الاتفاقيات الجزئية إلى إضعاف الموقف السوري، مستغلة حالة الانقسام والاضطراب السياسي التي تعيشها البلاد منذ سنوات.

وشدد رامي عاشور على أن الهدوء المؤقت الذي قد ينجم عن هذا الاتفاق لا يجب تفسيره على أنه تمهيد لسلام دائم، بل هو مجرد وسيلة لضمان مكاسب ميدانية لإسرائيل على حساب السيادة السورية.

استغلال للظروف الإقليمية 

وأشار رامي عاشور إلى أن إسرائيل تستفيد من الظروف غير المستقرة في سوريا، لتفرض أمرًا واقعًا جديدًا، يمنحها مزيدًا من السيطرة والنفوذ، لا سيما في المناطق المتاخمة لمرتفعات الجولان، لافتًا إلى أن عدم استقرار النظام السوري يمنح إسرائيل مساحة أكبر للتحرك عسكريًا وسياسيًا دون ضغوط دولية حقيقية.

كما رامي عاشور نوه بأن التحولات الإقليمية، إلى جانب انشغال القوى الكبرى بأولوياتها، يمنح إسرائيل حرية أكبر في تنفيذ استراتيجيتها التوسعية دون محاسبة حقيقية من المجتمع الدولي.

تجاهل القضايا الجوهرية

وعن الموقف الأمريكي، يرى رامي عاشور أن الإدارة الأمريكية الحالية، بقيادة الرئيس الأسبق دونالد ترامب، لم تكن مهتمة بممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل فيما يخص القضايا الجوهرية، وعلى رأسها عودة الجولان إلى السيادة السورية، موضحًا أن ترامب كان يسعى إلى تحقيق مكاسب شخصية عبر تقديم نفسه كصانع للسلام في الشرق الأوسط، دون التطرق إلى الملفات الحساسة التي تمثل جوهر النزاع العربي الإسرائيلي.

وأكد رامي عاشور أن الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان أعطى تل أبيب دفعة سياسية كبيرة، وأضعف من موقف أي طرف يحاول إعادة التفاوض على مستقبل المنطقة.

مستقبل الجولان في المفاوضات 

وفيما يخص ملف الجولان المحتل، أشار الدكتور رامي عاشور إلى أن إسرائيل تستخدم التوترات والمواجهات الحدودية لتوسيع سيطرتها الفعلية على أراضي الجولان، وتحويل القضية إلى أمر واقع غير قابل للنقاش في المفاوضات المقبلة.

وقال رامي عاشور: "عندما يتفاوض النظام السوري الجديد – إن وُجد – سيضطر للتفاوض على العودة إلى الوضع السابق، وكأن الجولان باتت خارج الحسابات تمامًا"، محذرًا من خطورة تطبيع الغياب السوري عن الجولان وتحويله إلى حالة دائمة بمرور الوقت.

اتفاقية إسرائيل وسوريا 
اتفاقية إسرائيل وسوريا 

اتفاق هش يهدد بتصعيد جديد

واختتم رامي عاشور تحليله بالتأكيد على أن هذا الاتفاق لا يمثل نقطة تحول حقيقية نحو السلام، بل هو حل مؤقت لأزمة قابلة للانفجار في أي لحظة. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لاحترام قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 497 الذي يرفض ضم الجولان ويؤكد على سيادة سوريا الكاملة عليه.

واعتبر رامي عاشور أن تجاهل هذه الحقائق سيقود إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة، ما لم تكن هناك إرادة سياسية حقيقية لمعالجة جذور الصراع وليس أعراضه.

تم نسخ الرابط