الشرطة السورية تبدأ انتشاراً منظماً لدعم استقرار محافظة السويداء

بدأت قوات وزارة الداخلية والأمن في سوريا مساء السبت تنفيذ المرحلة الأولى من تفاهمات وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وذلك عبر فضّ الاشتباكات بين المجموعات المسلحة وقوات العشائر العربية داخل المدينة، تمهيدًا لاستعادة الأمن والاستقرار، والإفراج عن المعتقلين وإخلاء المحتجزين، حسبما أفاد مصدر رسمي في وزارة الإعلام لوكالة الأنباء السورية "سانا".
تشكيل لجنة طوارئ
وأشار المصدر إلى تشكيل لجنة طوارئ تضم وزارات وهيئات حكومية متعددة، تهدف إلى تسريع إيصال المساعدات العاجلة إلى المحافظة، وضمان توفير الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى إصلاح البنية التحتية المتضررة، بهدف دعم حالة التهدئة وتعزيز تنفيذ المرحلة الثانية من التفاهمات التي جرت بوساطة جهات محلية ودولية.
تثبيت التهدئة
وأوضح المصدر أن المرحلة الثالثة من الاتفاق ستبدأ فور تثبيت التهدئة، وتشمل تفعيل عمل مؤسسات الدولة بشكل كامل، مع انتشار تدريجي ومنظم لعناصر الأمن الداخلي في عموم المحافظة، بما يتوافق مع التفاهمات السابقة ويضمن فرض سيادة القانون تحت مظلة الدولة السورية.
يأتي هذا التطور في إطار الجهود المستمرة لتحقيق الاستقرار في محافظة السويداء، التي شهدت توترات وصراعات مسلحة أثرت على حياة السكان والخدمات العامة، حيث تسعى الحكومة السورية عبر هذه التفاهمات إلى تعزيز الأمن وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.

وفي السياق ذاته، أعلنت رئاسة الجمهورية العربية السورية عن وقف فوري وشامل لإطلاق النار في السويداء، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام الصارم به.
من جانبه، أعلن تجمع عشائر الجنوب التزامه الكامل بقرار الرئاسة السورية، معلنًا وقفًا فوريًا وشاملًا لكافة العمليات العسكرية، انطلاقًا من حرصه على حقن الدماء ورفضه لمنطق الفتنة والاقتتال الداخلي.
وكانت قوات الأمن الداخلي قد بدأت انتشارها في محيط محافظة السويداء ظهر السبت، تمهيدًا لدخول المدينة لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وحماية المواطنين وممتلكاتهم، والحفاظ على النظام العام.
ويُذكر أن المحافظة شهدت، خلال الأيام الماضية، اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة محلية وعشائر بدوية، أدت إلى سقوط عدد من الضحايا.
بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء
بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، كما أوردتها الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية عبر منشور على "فيسبوك"، جاءت على النحو التالي:
1. انتشار القوى الأمنية: نشر حواجز تابعة للأمن العام خارج الحدود الإدارية لمحافظة السويداء لضبط الأوضاع الأمنية ومنع تسلل أي مجموعات مسلحة إلى داخل المحافظة.
2. القرى الحدودية: يمنع دخول أي طرف إلى القرى الواقعة على الحدود الإدارية للمحافظة لمدة 48 ساعة بعد بدء تنفيذ الاتفاق، لإتاحة المجال أمام القوى الأمنية للانتشار ومنع الهجمات المباغتة.
3. الخروج الآمن للعشائر: يسمح لأفراد العشائر البدوية المتبقين داخل السويداء بالخروج الآمن، بمرافقة من الفصائل المحلية، دون التعرض لهم أو الإساءة إليهم من أي طرف.
4. معابر إنسانية: تحديد معبري بصرى الحرير وبصرى الشام كطرق آمنة لعبور الحالات الإنسانية والطبية الطارئة.
5. ضبط تحركات المجموعات المحلية: دعوة المجموعات الأهلية إلى عدم تجاوز الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، والامتناع عن أي تحركات قد تُعتبر استفزازية أو تؤدي إلى تصعيد جديد.
6. مسؤولية الخروقات: تحميل أي طرف يخرق بنود الاتفاق المسؤولية الكاملة عن انهيار التفاهمات.
7. دعوة موجهة لشباب المحافظة: حيث ناشدت الرئاسة الروحية شباب السويداء التحلي بأعلى درجات المسؤولية والوعي، والالتزام بالهدوء والانضباط، والعمل بروح جماعية وتنسيق كامل مع الجهات المحلية من أجل تجاوز هذه المحنة التي أثقلت كاهل السكان، وساهمت في زعزعة الأمن والاستقرار.