عاجل

رمضان عبدالمعز: الإسلام دين الجمال والحياة الطيبة ولا يتعارض مع المدنية

الشيخ رمضان عبد المعز
الشيخ رمضان عبد المعز

أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن الإسلام دين حياة وأمل وسعادة، وليس كما يعتقد البعض دين زهد مطلق أو رفض لمتاع الدنيا، مشددًا على أن عيش حياة طيبة في سبيل الله أمر محمود، بل وسُنة من سنن الإسلام، الذي يحب من عباده أن يتمتعوا بزينة الحياة دون إسراف أو تكبر.

لا تزهد في نعم الله

بدأ الشيخ رمضان عبد المعز،  خلال حلقة من برنامجه "لعلهم يفقهون" على قناة DMC، حديثه بالدعاء لمصر وأهلها، ثم تناول موضوع الحلقة الأساسي، حيث أكد أن الحياة تُعاش مرة واحدة، ومن الخطأ أن ينحصر تفكير الإنسان في الموت أو الشهادة، دون أن يسعى أولًا للعيش في سبيل الله، والاستمتاع بما أباحه الله من زينة الدنيا وطيباتها.

واستشهد رمضان عبد المعز بقول الله تعالى: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ"، موضحًا أن الاستفادة من نعم الله في الدنيا لا يتعارض مع التقوى، بل هو من علامات الشكر والامتنان.

الجمال ليس كبرًا

في إطار توضيحه للفرق بين الزينة المحمودة والكبر المذموم، روى الشيخ رمضان عبد المعز حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله رجل: "إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، أفذلك من الكبر؟"، فأجابه النبي: "لا، إن الله جميل يحب الجمال".

وأوضح رمضان عبد المعز أن الإسلام لا يرفض الأناقة والنظافة، بل يدعو إليها، مؤكدًا أن الجمال الحقيقي ليس مظهرًا فقط، بل هو انعكاس لنقاء القلب ونظافة السريرة. وأضاف قائلًا: "هي الشياكة كبر؟ هو الجمال والأناقة والحلاوة كبر؟ لا طبعًا.. دي محبة لله".

محورية الجمال في الإسلام

لفت رمضان عبد المعز إلى بلاغة التعبير القرآني في استخدام مصطلح "زينة الله"، موضحًا أن كل ما يُضاف إلى الله في النص القرآني يحمل قيمة عظيمة، ومعنى راقٍ، قائًلا: "أي حاجة تضاف إلى الله لازم تبقى حلوة"، مشيرًا إلى أن الزينة في هذا السياق هي نعمة يجب تقديرها وليس إهمالها أو تجاهلها.

وأضاف رمضان عبد المعز أن الجمال والزينة والنظافة كلها من صفات المؤمن الحقيقي الذي يُظهر نعم الله عليه ويشكرها بالفعل والسلوك، لا بالادعاء أو المظهر فقط.

المتقون يجمعون بين الدنيا والآخرة

اختتم رمضان عبد المعز حديثه باستحضار مقولة عظيمة للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال فيها إن المتقين "حازوا عاجل الخير وآجله"، أي أنهم عاشوا حياة طيبة في الدنيا بما أحله الله، ونالوا نعيم الآخرة بإخلاصهم واستقامتهم.

الشيخ رمضان عبد المعز 
الشيخ رمضان عبد المعز 

وأكد رمضان عبد المعز أن المؤمن ليس مطالبًا بالحرمان، بل بالعكس، الإسلام يدعو إلى التوازن والاعتدال، ويحث على العمل والاستمتاع بالحلال، حيث قال تعالى: "ولا تنس نصيبك من الدنيا". وشدد على أن طيبات الدنيا رزق أباحه الله لعباده، ولا يجوز ردّه أو الزهد فيه من باب الجهل أو المبالغة في الورع.

وختم رمضان عبد المعز برسالة واضحة: الإسلام لا يُحرم الزينة، بل يُنظمها ويُرشدها لتكون في طاعة الله ورضاه، فعيشنا الطيب جزء من شكرنا لله على نعمه، وهو باب للفوز بالآخرة أيضًا.

تم نسخ الرابط