هشام عبد العزيز: العلاقات المصرية السعودية تحالف لحماية الأمن القومي العربي

أكد الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، أن العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية لم تعد مجرد علاقات ثنائية عادية، بل أصبحت تمثل أحد أهم الملفات الحيوية المرتبطة بشكل مباشر بالأمن القومي المصري والعربي.
وجاء ذلك خلال مداخلة هاتفية للدكتور هشام عبد العزيز على قناة "إكسترا نيوز"، حيث شدد على أهمية هذه الشراكة التاريخية والاستراتيجية التي تجمع بين القاهرة والرياض، واصفًا إياها بأنها ركيزة أساسية لإحداث فارق كبير في قضايا المنطقة، سواء على مستوى الاستقرار السياسي أو الأمن الإقليمي.
شراكة استراتيجية تدعم
أوضح هشام عبد العزيز أن التنسيق المستمر بين مصر والسعودية، باعتبارهما أكبر قوتين إقليميتين في العالم العربي، هو الأساس الذي يُبنى عليه استقرار المنطقة، فضًلا عن أن أي حديث عن استقرار عربي حقيقي لن يكتمل دون التعاون الوثيق بين القاهرة والرياض.
وأضاف هشام عبد العزيز أن هذا التحالف بين البلدين يتخطى المصالح السياسية الظرفية، ليصل إلى كونه شراكة استراتيجية شاملة تمضي في اتجاه دعم الموقف العربي الموحد، ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، والتصدي لمحاولات التدخل الخارجي في شؤون الدول العربية
تحالف مبني على تاريخ
وأكد هشام عبد العزيز أن العلاقات المصرية السعودية تستند إلى إرث طويل من "الصداقة والأخوة الاستراتيجية" التي امتدت لعشرات السنين، ولم تكن يومًا وليدة لحظة أو أزمة عابرة. وأشار إلى أن البلدين الشقيقين لطالما وقفا إلى جانب بعضهما البعض في المواقف الحاسمة والمصيرية.
وضرب هشام عبد العزيز أمثلة على ذلك من خلال عدد من المحطات التاريخية، أبرزها الدعم السعودي لمصر خلال حرب أكتوبر 1973، والذي كان له دور حاسم في تغيير موازين القوى إقليميًا، مشيرًا إلى الدور المصري الداعم للمملكة خلال حرب الخليج، والدعم الكبير الذي قدمته السعودية لمصر عقب ثورة 30 يونيو عام 2013.
وحدة المصير العربي
وشدد هشام عبد العزيز على أن العلاقة بين البلدين تقوم على فهم مشترك لوحدة المصير العربي، وحتمية التكاتف في مواجهة الأزمات. وأوضح أن ما يربط القاهرة بالرياض ليس فقط المصالح المتبادلة، بل أيضًا الرؤية المشتركة التي تنطلق من إدراك عميق بمخاطر المرحلة.
ودعا هشام عبد العزيز إلى تعظيم الاستفادة من هذه العلاقة النموذجية في بناء تكتل عربي قادر على التصدي للتحديات الراهنة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية، مشيرًا إلى أن مصر والسعودية تمثلان العمود الفقري لهذا التكتل المنتظر.

نموذج للعمل العربي المشترك
وفي ختام مداخلته، أكد هشام عبد العزيز أن العلاقات المصرية السعودية تقدم نموذجًا ناجحًا للعمل العربي المشترك، القائم على أسس من الثقة والدعم المتبادل، داعيًا إلى استلهام هذه التجربة في بناء شراكات عربية مماثلة تعزز من قوة الموقف العربي إقليميًا ودوليًا.
كما شدد هشام عبد العزيز على أن أمن مصر من أمن السعودية، والعكس صحيح، مؤكدًا أن "الشقيقتين دائمًا في ظهر بعضهما البعض في المواقف الكبرى"، وهي عبارة تختصر طبيعة هذا التحالف العميق والراسخ بين أكبر دولتين في العالم العربي.