خبير: الحرب الروسية الأوكرانية تدخل مرحلة استنزاف والدعم الغربي يدفع للتصعيد

قال الدكتور نبيل رشوان، المتخصص في الشؤون الروسية، إن وتيرة الهجمات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا تسير بوتيرة شبه ثابتة، مشيرًا إلى أن مدينة أوديسا لم تتعرض لأعنف هجماتها في الأيام الأخيرة كما يروج البعض، بل سبق أن شهدت هجمات أكثر شراسة باستخدام الطائرات المسيّرة وصواريخ مثل "إسكندر" و"كينجال".
الدعم العسكري لأوكرانيا
وأضاف رشوان، في تصريحات لقناة "إكسترا نيوز"، أن التصعيد العسكري الحالي لا يُعد مفاجئًا، خاصة في ظل التكثيف الغربي للدعم العسكري لأوكرانيا، والذي يشمل وصول منظومات صواريخ "باتريوت" خلال الأيام المقبلة، في وقت تعاني فيه الدفاعات الجوية الأوكرانية من ضعف واضح أمام الهجمات الروسية المتكررة.
دعم غربي يتوسع.. ودبابات أبرامز من أستراليا
وأشار رشوان إلى إعلان أستراليا تزويد أوكرانيا بدبابات "أبرامز"، بعد تدمير معظم الدبابات الأمريكية التي حصلت عليها كييف سابقًا، موضحًا أن هناك أيضًا مساعدات مدرعات من دول البلطيق، بالإضافة إلى مساعدات أوروبية تُقدّر قيمتها بحوالي 10 مليارات دولار.
وأوضح أن هذه التحركات تمثل تحولًا استراتيجيًا في الدعم الغربي لكييف، ولا تقتصر فقط على دعم دفاعات جوية، بل تمتد لتغطية النقص في القوى المدرعة واللوجستيات على الأرض، وهو ما قد يحفّز موسكو لتوسيع نطاق هجماتها وزيادة كثافتها، خصوصًا في مناطق مثل دونيتسك وخاركيف، التي تحقق فيها روسيا تقدمًا واضحًا.
حزم عقوبات متتالية
ولفت رشوان إلى أن الاتحاد الأوروبي أقر مؤخرًا الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات الاقتصادية على روسيا، ويجري التحضير لإقرار الحزمة التاسعة عشرة قريبًا، مشيرًا إلى أن هذه العقوبات ستؤثر بشكل مباشر على العائدات الروسية من النفط والغاز، مما يُسرّع من وتيرة الاستنزاف الاقتصادي والعسكري.
التفاوض خيار وارد.. لكن بشروط
ورجّح الخبير في الشؤون الروسية أن يتزايد الضغط على الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات، خاصة إذا شعرت موسكو بالإرهاق الاقتصادي والعسكري، مشيرًا إلى أن مفاوضات جرت مؤخرًا في إسطنبول، لكنها اقتصرت على ملفات إنسانية كتبادل الأسرى والجرحى، ولم تُثمر عن أي تقدم سياسي أو عسكري حقيقي.
وأكّد أن حرب الاستنزاف الحالية قد تُفضي إلى التفاوض، لا سيما مع انتهاء المهلة التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والبالغة خمسين يومًا، والتي تهدف كما يبدو إلى إتاحة فرصة لبلورة اتفاق أو تسوية.
أوكرانيا في موقف هش
واختتم رشوان تصريحاته بالتأكيد على أن أوكرانيا منهكة للغاية على المستويين العسكري والاقتصادي، رغم الدعم الغربي المكثف، ولا تملك الكثير من الأوراق الجديدة على طاولة المفاوضات، مؤكدًا أن الساعات المقبلة قد تشهد تصعيدًا إضافيًا أو بداية تحول نحو مسار تفاوضي محتمل، يعتمد بالأساس على تطورات الميدان ومدى استعداد موسكو لتغيير موقفها.