أسباب عادة قضم الأظافر.. هل ترتبط باضطرابات نفسية أو صحية؟
عادة قضم الأظافر هي من السلوكيات الشائعة التي قد تشير إلى وجود اضطرابات نفسية أو صحية، وتبدأ غالبًا منذ الطفولة وتستمر عند بعض الأشخاص في مراحل لاحقة من حياتهم. ويعتبرها كثير من الخبراء علامة على اضطرابات داخلية يعاني منها الفرد، خاصة إذا كانت عادة قضم الأظافر مرتبطة بالتوتر المزمن أو القلق المستمر.
اختلالات عضوية مرتبطة بالسلوك
عادة قضم الأظافر قد تكون مرتبطة باختلال وظيفة المفصل الصدغي الفكي، وهو المفصل المسؤول عن حركة الفك. في هذه الحالة، تظهر رغبة الشخص في قضم الأقلام أو صرير الأسنان، وذلك لتخفيف التوتر في عضلات الفك. ويمكن ملاحظة هذا الخلل عند فتح الفم أمام المرآة، حيث يتحرك الفك بشكل جانبي بدلًا من الحركة المستقيمة، مما يتطلب استشارة طبيب الأسنان للعلاج باستخدام واقٍ للفم أو تمارين مخصصة.
اضطرابات نفسية محتملة
تُعد عادة قضم الأظافر نوعًا من التشنجات اللاإرادية، وفي بعض الحالات تكون من أعراض الاضطراب الوسواسي القهري. وتنتشر هذه العادة بين الأفراد الذين يعانون من القلق المزمن، أو سوء التكيف الاجتماعي، أو حالات التوتر المرتفع. وغالبًا ما تظهر في مرحلة الطفولة، وقد تختفي تدريجيًا مع التقدم في العمر.
أسباب غذائية مرتبطة بالعادات الغريبة
من السلوكيات المرتبطة أيضًا بالحالة النفسية أو الجسدية، عادة قضم أشياء غير مألوفة مثل الفحم أو الطباشير أو الجليد. وتربط بعض الدراسات هذه السلوكيات بفقر الدم الناتج عن نقص فيتامين B12، وهو ما يمكن التأكد منه عبر تحاليل الدم لتحديد نسب كريات الدم الحمراء والهيموغلوبين، إضافة إلى مستوى الحديد المرتبط بالترانسفرين.
العوامل العائلية وتأثير البيئة
تشير الأبحاث إلى أن العوامل العائلية قد تلعب دورًا كبيرًا في ظهور عادة قضم الأظافر، إذ أن 36% إلى 63% من الحالات تكون بسبب البيئة الأسرية، خاصة عندما ينشأ الطفل في بيئة مليئة بالتوتر أو القلق أو يشاهد أحد أفراد العائلة يمارس نفس السلوك. وتعتبر هذه العادة أحيانًا وسيلة للتعبير عن الضغط النفسي أو تقليدًا لسلوكيات معتادة داخل المنزل. ورغم الانتشار الواسع لهذه الظاهرة، إلا أن ربع المصابين فقط يلجؤون إلى المتابعة الطبية أو العلاج السلوكي، بينما يتجاهل الآخرون المشكلة ظنًا أنها ستزول مع الوقت دون تدخل.
