عاجل

المؤرخ أحمد فيصل: الفدائي غريب تومي أخطر رجل في منطقة القناة

صورة نادرة للفدائي
صورة نادرة للفدائي غريب إبراهيم

تبنى المؤرخ أحمد فيصل، قصص فدائيون هناك من نعرفهم ونسمع عنهم وهناك أسماء منسية وقامت بالعمل البطولي ولم يذكرها أحد وربما فاقت أسماء معروفة.


ونتناول فيصل قصة فدائي الإسماعيلية الأول في نظر الكثيرين وكتلة من الوطنية تمشي على الأرض ويكاد يتفق عليه الجميع ويعد من أبرز الفدائيين ورجال المقاومة بالإسماعيلية ومنطقة القناة أبان الاحتلال البريطاني لمصر وحتى نصر أكتوبر.

فدائي وصفته المخابرات البريطانية في تقاريرها الصادرة عن تلك الفترة، بأنه  أخطر رجل في منطقة القناة وهو غريب إبراهيم خضيري ولد بالمحطة الجديدة في22 فبراير عام 1927، ينتمي إلى عائلة البنا وهى إحدى العائلات الكبيرة والشهيرة بالإسماعيلية عمل في كامب البومب وهو معسكر للأسلحة والذخيرة.

كان يتولى أمين مخزن الأسلحة والذخيرة داخل هذا المعسكر ومن خلال موقعه هذا قام بتهريب الأسلحة والذخيرة إلى الفدائيين
كون غريب تومى أول كتيبة صاعقة بالإسماعيلية، وقام بعدد من العمليات الفدائية ضد القوات البريطانية حتى أطلق عليه "ناظر المدرسة الوطنية.

 
اختاره الضابط مجدي حسنين بعد أن أجرى عليه الكثير من التحريات وطب منه أن يأتى بالسلاح من المستودعات البريطانية لأن الجيش المصري في حاجة إلى السلاح الذي لا يوجد إلا فيها تهريب السلاح من المعسكرات البريطانية.


بدأ غريب تومي في جلب السلاح من المعسكرات البريطانية، حيث مقر عمله، ويروى الفدائي غريب تومي ذكرياته عن كيفية أخذ السلاح من المخازن البريطانية فيقول  "بدأت وضع خطة لتفريغ مخازن الانجليز بقدر الإمكان ففكرت في محمد عزازي رئيس الجراج الذي كان مسئولا عن معسكر السيارات وكان معي محمد عبد الدايم وأخبرت عزازي بالأمر وكان معه أوامر تشغيل السيارات ، وكان يقف على أبواب المعسكر بعض الجنود الأفارقة.

واستكمل الفدائي غريب إبراهيم كلامه في مذكراته، كان الانجليز يستخرجون "كارنيهات " ذات ألوان مختلفة لكل من يدخل المعسكرات ، فذهبت الى مدير النادي اليوناني في شارع السلطان حسين وكان صديقي وأحضرت منه العديد من الكارنيهات مختلفة الألوان ، وكنا نعطى السيارات في كل يوم لون الكارنيه الذي يحدده الانجليز.

وتابع ، بدأنا فى تحميل السلاح من المعسكرات الانجليزية وذلك عن طريق العمال المصريين شديدي الحماس والوطنية ، وكنا نخرج بالسيارات إلى أبو عطوة ليأخذها الجيش المصري وكان مجدي حسنين يخبرني فى كل مرة بنوعية السلاح المطلوب فكنا نبحث عنه حتى نجده ونأخذه.

 

واستكمل حديثة قائلا: كان مجدي حسنين ينتظرنا كل يوم بثلاث عربات تابعة للجيش المصري، في مكان نحدده يوميا، كي ننقل الذخيرة عليها، ثم يقود هو واحدة وأقوم أنا بقيادة الثانية، وإبراهيم درويش يقود العربة الثالثة حتى معسكرات الجيش المصري
وبلغ ما حققناه بعد عشرة أيام متوالية، أن استولينا على حمولة 30 عربة لوري من مختلف الذخيرة والأسلحة، التي كانت تتنوع بين مدافع 75مم ضد الدبابات، و4 بوصة، 303 بنادق لي انفيلد، ومدافع برن وقنابل يدوية، ومتفجرات.

لماذا سمي الفدائي غريب إبراهيم بـ " تومي"

وقد لاحظ الانجليز نقص الذخيرة والسلاح فشددوا الرقابة ."ذكرت ماجاء فى أحاديث البطل الراحل وماجاء بكتاب عبد الفتاح ابو الفضل وقد نتفق او نحتلف على الواقعة".

وفى أحد الممرات تم القبض على غريب تومي وعذب وحاولوا أن يعرفوا منه شيء فلم يعترف بشيء وحاولوا إرهابه بإطلاق الرصاص عليه من الرشاش الانجليزي "تومي " لإخافته وارهابه حتى يعترف ، ومن هنا أطلق عليه مجدي حسنين اسم غريب تومي
الاستعانة بتومي من قبل شباب الإسماعيلية وطلبة الجامعات . 


شارك غريب تومي فى عمليات كثيرة قبل وبعد الثورة ، واستعانت به مجموعة من ابناء الإسماعيلية وهم احمد فهمي عبد القادر ومحمود عبد الرحيم سليمان وغيرهم ومعهم عدد من طلاب الجامعة واستأجروا شقة بعرايشية مصر بشارع وادي حلفا وكانت هذه الشقة سكنا لهؤلاء الطلبة بالإضافة لاستخدامها كمخزن لتصنيع القنابل والمتفجرات.

وكانت الجلسات اليومية على مقهى الأميرة بشارع الثلاثيني وكان خلال الجلسات يتم وضع الخطط سويا للقيام بالعمليات ضد القوات البريطانية . 


وكان معه مجموعة تقوم بتنفيذ العمليات الفدائية منهم : المهندس محمود عبد الرحيم سليمان وكان طالبا بجامعة الإسكندرية " وكان معه رفعت ابو النجا كلية الحقوق  محمد عبد النبي "كلية الهندسة ، وعبده حجاج "كلية تجارة " ومحمد العطار "هندسة " فاروق معوض "كية الهندسة ومعهم وعزت البكل واحمد فهمي عبد القادر واحمد عفيفي ومحمد عبد الدايم.

أشهر العمليات 


ومن أشهر العمليات التي قام بها غريب تومي كانت بالقرب من متحف الإسماعيلية واشترك فيها الى جانب تومي كلا من محمود عبد الرحيم سليمان ـ احمد فهمي عبد القادر ـ إبراهيم درويش ـ محمد عبد النبي ـ رفعت أبو النجا ـ عزت البك ـ محمد العطار وتم اخذ سيارة من مكتب إبراهيم درويش وقامت المجموعة بتدمير ثلاث جيب بريطانية بمن فيها قتل وخطف جنود انجليز.


أما عمليات قتل وخطف الإنجليز فما أكثرها قام بقتل اثنين من الجنود البريطانيين فى طريق بورسعيد من ناحية ابو رخم وكان يسير خلف السيارة وفجأة قام بالهجوم عليها هو واحمد عفيفي.


القبض على الجاسوس كمال اليهودي.


كان هناك رجل يدعى الحاج كمال صاحب محل لبيع الكتب وكان يعمل لصالح القوات البريطانية ولفت نظر غريب تومي صورة له مع محمود عبد الناصر وفيها يظهر الحاج كمال يرتدى "العقال " يقول البطل غريب تومي.

فشككنا في أمره وسرنا خلفه حيث كان يركب دراجة فوجدناه يترك الدراجة ويركب عربة تنتظره ويدخل بها معسكر الجلاء، وذات ليله كنا عائدين من عملية في السويس بالسيارة وفجأة شعرت بتعب شديد فعيرت مكاني من الكرسي الأمامي الى الخلفي حتى أنام ثم شعرت بالسيارة تقف ولم استطع الكلام لشدة تعبي.

وبعد أن تحركنا قال لى الزميل عبد الكريم : أتعرف من الذى يقود هذا الكمين الانجليزي للتفتيش انه الحاج كمال الذي تبحث عنه وبعد فترة من الزمن استطعنا خطف هذا الحاج كمال من فايد واتضح انه يهودي وأرسلناه إلى القاهرة واتضح انه من اخطر الجواسيس.


يقول عبد الفتاح أبو الفضل فى كتابه "كنت نائبا لرئيس المخابرات " تقدم لي عند وصولي عملي بالإسماعيلية الشاب غريب محمد خضيري الشهير" بغريب تومي " وكان يقود فصيلة من شباب المقاومة بالإسماعيلية سنة 1951 وكان يعمل وقتها رئيس عمال فى شركة القنال ، وقدم لى عدد كبيرا من زملائه الذين اشتركوا معه فى المقاومة سنة 1951 مع السيد مجدي حسنين ، وكانوا خير نواه فى ابتداء العمل الإيجابى ضد الانجليز .


يقول كمال رفعت في كتابه «حرب التحرير الوطنية»، إنه استطاع تجنيد غريب وأخبره أن المقاومة في الإسماعيلية تحتاج للذخيرة الموجودة في مخازن الإنجليز.. باسم الوطن.. ووافق غريب وعبر ١٠ أيام متوالية استطاع غريب اﻻستيلاء من المعسكر الإنجليزي على ما يعادل حمولة ٣٠ عربة لوري، ووصفه أيضا بأنه "الفدائي الصغير " .


وتوفي البطل الفدائي غريب تومي بعد رحلة من الكفاح والنضال في اول فبراير 2010
والى لقاء اخر وفدائي اخر من ابناء الإسماعيلية .

الفدائي بالزي العسكري

تم نسخ الرابط