وقت أذكار الصباح والمساء.. فضلها والأدعية الصحيحة الثابتة فيها|اغتنمها الآن

أذكار الصباح والمساء من الأذكار الشريفة، حيث جاء في فضل ذكر الله عز وجل، أنَّ ذِكرَ الله تعالى مِن أفضل الأعمالِ؛ لأن سائر العبادات وسائل يتقرب بها العبد إلى الله عزَّ وجلَّ، بخلاف الذكر الذي هو المقصود الأسنى؛ كما في "شرح المشكاة" لشرف الدين الطيبي.
ورد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَّكُمْ مِن إِنفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَّكُمْ مِنْ أَن تَلْقَوا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْناقَكُمْ»؟ قالوا: بلى، قال: «ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى» أخرجه الترمذي في "سننه".

فضل المحافظة على أذكار الصباح والمساء والحث عليها
قد حثَّ الشرع الشريف على الإكثار مِن الذكر على الوَجهِ الذي يعُم كلَّ الأوقاتِ وأنواعِ الذكر؛ فقال سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41]. ومِن الوظائف الشرعيَّة المطلوبة: أذكارُ طرفي النهار؛ لقوله تعالى عقبَ الأمر بذكرِهِ على جهةِ العموم: ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 42].
قال العلَّامة ابنُ عطية في "تفسيره": [أراد في كلِّ الأوقات مجدَّد الزمان بطرفي نهاره وليله] اهـ.
وحضَّ عليها الشارع في مواضع أخر من كتابه الحكيم؛ فقال تعالى: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ [ق: 39]، وقال تعالى: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا﴾ [طه: 130]، ونحو ذلك من الآيات التي تدل على الأمر بأذكار الصباح والمساء مع تنوع المترادفات الدالة عليها؛ للدلالة على عظمها، إذ كثرة المسميات تدل على شرف وعِظَمِ المسمَّى.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مَائةَ مَرَّة، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ القِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول إذا أصْبَحَ: «اللَّهُمّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ» أخرجه أبو داود في "سننه".
وقد ورد في اختصاص أول النهار وآخره بالأذْكارِ عدة معانٍ؛ منها:
- فضل هذا الوقت على ما سواهُ؛ كما في "أنوار التنزيل" للإمام البيضاوي.
- كون الذكر في هذين الوقتين مكفِّرًا لما يقع مِن الذنوبِ بينهما؛ كما في "دليل الفالحين" للعلَّامة ابن علان البكري.
- أن يستقبل الإنسانُ بالذكر حياة الانتباه من موت النوم، وكذا يستقبل النوم الذي هو الموتة الصغرى بالذكر لشبهه بالموت الحقيقي، ولأن الإنسان لا يدري أيقوم من نومته هذه أم لا، فيكون موته على ذكر الله؛ كما في "تفسير الخطيب الشربيني".
وقت أذكار الصباح والمساء
قد قسَّم الإمام أبو حامد الغزالي أورادَ النهار إلى سبعة، وأورادَ اللَّيل إلى أربعة؛ فقال في "إحياء علوم الدين": [اعلم أنَّ أوراد النهار سبعة: فما بين طلوعِ الصبح إلى طلوع قرص الشمس وردٌ، وما بين طلوع الشمس إلى الزوال وردان، وما بين الزّوال إلى وقت العصر وردان، وما بين العصر إلى المغرب وردان، والليل ينقسم إلى أربعة أوراد: وردان من المغرب إلى وقت نوم الناس، ووردان من النصف الأخير من الليل إلى طلوع الفجر].
ولا خلافَ بين الفقهاءِ فيما ورد مِن الأذكار مقرونًا بذِكْر اليوم مطلقًا في جواز الإتيانِ به في أيّ وقتٍ مِن أوقات اليوم، وأن كونه في أول اليوم أفضل مما سواهُ.
أذكار الصباح والمساء مكتوبة
ومن أذكار الصباح والمساء أن تقرأ من آيات الله تعالى البينات، وأن تدعوا ببعض الأدعية وهي:
آية الكرسي: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
قراءة المعواذتين والإخلاص
سوة الإخلاص: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (*) اللَّهُ الصَّمَدُ (*) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (*) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
سورة الفلق: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (*) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (*) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (*) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (*) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ
سورة الناس: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (*) مَلِكِ النَّاسِ (*) إِلَهِ النَّاسِ (*) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (*) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (*) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ( ثلاث مرات).

اللهم أنت ربي، لا إلـه إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك على وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم اسألك العفو والعافيه في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.
اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله ، لا اله الا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيئ قدير ، ربي اسألك خير مافي هذا اليوم وخير مابعده ، أعوذ بك من شر مافي هذا اليوم وشر مابعده ، ربي اعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ، ربي اعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر
(وإذا أمسى قال : أمسينا و أمسى الملك لله.. ربِ أسألك خير ما في هذه الليلة و خير ما بعدها و أعوذ بك من شر هذه الليلة و شر ما بعدها)
اللهم بك أصبحنا، و بك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور. (وإذا أمسى قال : اللهم بك أمسينا، و بك أصبحنا ، وبك نحيا، و بك نموت ، و إليك المصير )
اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي ،اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت، اللهم إني أعوذ بك من الكفر، و الفقر، وأعوذ بك من عذاب في القبر، لا إله إلا أنت. ( ثلاث مرات)
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم .( ثلاث مرات)
ياحي ياقيوم ، برحمتك استغيث ، فاصلح لي شأني كله ، ولا تكلني الى نفسي طرفة عين. (ثلاث مرات)
لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . (عشر مرات)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من صلى علي حين يُصبح عشراً، وحين يُمسي عشراً أدركتهُ شفاعتي يوم القيامة.