«معاريف»: سارة نتنياهو تسللت الكنيست سرًا لتمرير قانون تجنيد الحريديم

ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الجمعة، عن خطوة مفاجئة قامت بها سارة نتنياهو، زوجة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ضمن جهود غير معلنة لدفع مشروع قانون تجنيد اليهود الحريديم.

بحسب التقرير، دخلت سارة الكنيست بشكل سري عبر ممر جانبي في ساعة متأخرة من ليل الاثنين، في زيارة لم يُكشف عنها مسبقًا، التقت خلالها رئيس لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست، يولي إدلشتاين، المسؤول عن مناقشة القانون.

وقالت الصحيفة، إن زيارة سارة جاءت بعد فشل رئيس الوزراء في إقناع إدلشتاين بدعم القانون الذي تطالب به الأحزاب الدينية، ويبدو أن السيدة الأولى التي توصف أحيانًا بأنها صاحبة التأثير الخفي داخل دوائر الحكم  سعت لاستمالته من خلال الضغط المباشر، مستخدمة مزيجًا من الترغيب والتهديد.

تصعيد داخل الائتلاف

اعتبرت الزيارة، التي التقطتها كاميرات الأمن دون إعلان رسمي، محاولة لتغيير موازين القوى داخل اللجنة البرلمانية، خاصة أن إدلشتاين أبدى تمسكًا برؤية أكثر تشددًا فيما يتعلق بالتجنيد الإجباري، رافضًا تقديم تنازلات للفصائل الحريدية.

مصادر مقربة من نتنياهو، أكدت أن الخطوة كانت منسقة سلفًا، وتهدف إلى تجاوز حالة الجمود السياسي التي يمر بها الائتلاف الحاكم، إلا أن نتائجها جاءت عكسية، ففي أعقاب اللقاء، قدّم إدلشتاين صيغة قانونية أكثر حزمًا، ما أثار غضب الأحزاب الدينية التي رأت في ذلك تنصلًا من التفاهمات.

وانعكس هذا التوترعلى بنية الحكومة، حيث انسحب كل من حزبي "شاس" و"يهدوت هتوراة" من التحالف، ما أدى إلى أزمة تهدد بإسقاط الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة.

اتهامات متبادلة

في خضم الأزمة، وجّهت سارة نتنياهو اتهامات لإدلشتاين بمحاولة تقويض سلطة زوجها والانقلاب عليه من داخل الائتلاف. لكن نتنياهو حاول احتواء الموقف، مؤكدًا في مقابلة صحفية أن ما جرى لا يعدو كونه خلافًا في الرؤى.

من جانبه، أكد إدلشتاين أنه لن يتراجع عن موقفه، قائلاً إن مشروع القانون لا يستهدف المتدينين، بل يسعى إلى تنظيم التجنيد بشكل عادل، يحافظ على كرامة من يدرسون التوراة، دون أن يفتح الباب أمام التهرب.

كما أشار إلى أن محاولات عزله لن تضره بقدر ما ستصيب النظام السياسي الإسرائيلي في العمق، مؤكدًا أن القانون سيمر فقط وفق الإجراءات القانونية، وإلا فإننا أمام أزمة أكبر.

شكوك حول أداء إدلشتاين

ختمت الصحيفة العبرية تقريرها بنقل ملاحظات من بعض المحيطين بنتنياهو، تحدثوا فيها عن علامات إرهاق شديدة ظهرت على إدلشتاين في الأيام الأخيرة، بينها قلة التركيز والنعاس المتكرر خلال الاجتماعات، ما قد ينعكس على قدرته في إدارة الملف الحساس.