شوقي علام: ردّ السلام وسيلة مجتمعية لنشر الطمأنينة|فيديو

تحدث الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، عن أهمية استحضار القيم النبوية في سلوكياتنا اليومية، وخاصة ما يتعلق بآداب الطريق والتعامل مع الآخرين في الأماكن العامة، مشددًا على أن تلك القيم ليست فقط جزءًا من التراث الإسلامي، بل ضرورة حياتية معاصرة.
ردّ السلام: وسيلة مجتمعية لنشر الطمأنينة
وأشار الدكتور علام خلال استضافته عبر برنامج "بيان للناس"المذاع عبر قناة الناس، إلى أن ردّ السلام في الطرقات لم يكن يومًا مجرد تحية عابرة، بل هو تعبير عملي عن الاحترام المتبادل، وبوابة لنشر الأمان والثقة بين الناس، فحين يشعر الفرد أن من حوله يسلمون عليه ويردون التحية، ينشأ شعور داخلي بالطمأنينة، ويقل الإحساس بالعداء أو الغربة.
غضّ البصر في زمن الصورة
أما عن غض البصر، فأكد أنه بات اليوم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، لا سيما في ظل انتشار الهواتف الذكية، وتحول النظرة العابرة إلى تصوير متعمد ونشر على وسائل التواصل الاجتماعي، واستنكر فضيلته الظاهرة المتفشية لتصوير النساء دون علمهن داخل السيارات أو في الشوارع، واعتبرها انتهاكًا صريحًا لخصوصية الإنسان لا يقره الشرع بأي حال.
وأضاف أن الإيذاء بالنظر في زمن الرسول ﷺ كان محرّمًا، فكيف إذا تحوّل إلى فضح وتشهير؟ فكلما زادت درجة التعدي، اشتدّ الحكم الشرعي في تحريمه.
غرس القيم يبدأ من الطفولة
واختتم المفتي السابق حديثه بالتأكيد على أن السلوك الإنساني لا يُبنى بين ليلة وضحاها، بل يتشكل منذ الطفولة. ومن هنا، تقع المسؤولية على عاتق الأسرة والمدرسة والمجتمع في تعليم الأبناء احترام الطريق، وعدم التعدي على حريات الآخرين، وضرورة مراعاة القيم الأخلاقية التي ترسّخ مفاهيم الاحترام والخصوصية.
دعوة للتفعيل وليس فقط التذكير
رغم أن ضوابط الطريق التي أرساها النبي ﷺ لا تزال قائمة في كتب السنّة، إلا أنها بحاجة إلى تفعيل حقيقي على أرض الواقع، بما يتناسب مع تحديات العصر الحديث، فالدعوة ليست مجرد تذكير، بل نداء جاد لإعادة الروح إلى سلوكياتنا اليومية.
وفي وقت سابق ،أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن التراث الإسلامي ليس نصوصًا جامدة، بل هو نتاج تفاعل العقل مع النص، وبالتالي فإن حركية العلماء في التعامل معه كانت وما زالت سمة أصيلة في الفكر الإسلامي، حيث لم يتوقفوا عن التطوير والتنقيح والإضافة بما يُلائم العصر وظروفه المتجددة.