وزارة الداخلية السورية تنفي دخول قوى الأمن إلى محافظة السويداء

أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، أن بعض الوكالات والقنوات الإعلامية تناقلت أخباراً غير دقيقة حول دخول قوى الأمن الداخلي إلى محافظة السويداء.
وقال البابا: “نؤكد عدم صدور أي تصريح رسمي بهذا الخصوص، وننفي بشكل قاطع صحة ما نُشر، محمّلين الجهات الإعلامية مسؤولية نقل معلومات غير موثوقة”.
وشدد البابا على أن قوات وزارة الداخلية في حالة جاهزية طبيعية، دون أي تحرك أو انتشار في المحافظة حتى اللحظة.
وتداولت وسائل الإعلام، توجه القوات السورية، نحو السويداء، لفض الاشتباك بين الدروز والبدو.
زحف القبائل البدوية في سوريا بأعداد كبيرة نحو مدينة السويداء، للانتقام لما حلّ بأبناء البدو في المدينة والمناطق القريبة منها، على أيدي القوات التابعة للشيخ حكمت الهجري، من قتل وتشريد.
العشائر البدوية السورية تفزع لأهلها في السويداء
وقالت العشائر البدوية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الألمانية: “نحن أبناء العشائر السورية، نتابع بقلق بالغ ما ترتكبه ميليشيا الهجري الإرهابية من جرائم قتل وإبادة بحق عشائر البدو في محافظة السويداء، وما خلفته من تهجير وتشريد للأهالي الأبرياء”.
وأضافت: “انطلاقًا من واجبنا الأخلاقي والقبلي، نطالب الحكومة السورية بعدم التدخل أو عرقلة تحرك المقاتلين الذين قدموا من خارج المنطقة فزعة ونصرة لإخوتهم من عشائر البدو؛ فهؤلاء يمارسون حقهم المشروع في الدفاع عن المظلومين وردّ العدوان عن النساء والأطفال والشيوخ”.
وأكد البيان أن أي إجراء يُتخذ ضد هؤلاء المقاتلين يُعد انحيازًا صريحًا إلى مرتكبي الجرائم، ويحمل كل من يقف وراءه مسؤولية أخلاقية وتاريخية عن استمرار المجازر، وأن العشائر السورية تقف صفًا واحدًا خلف أبنائها المدافعين، وأي مساس بهم سيُواجَه بموقف موحد لا مهادنة فيه.
وبدأ مقاتلو العشائر بالهجوم على مدينة السويداء، وسيطروا على عدد من القرى والبلدات، أبرزها بلدة المزرعة، واقتربوا من مدينة السويداء من الجهة الشمالية، ناحية طريق دمشق.
وقال مصدر في قوات العشائر لوكالة الأنباء الألمانية إن عدد مقاتلي العشائر المشاركين في الهجوم يتجاوز 50 ألف مقاتل، وإن عشرات الآلاف ينتظر وصولهم فجر اليوم الجمعة، قادمين من مناطق شرق سوريا ومحافظة حلب وريفها.
وأكد المصدر أن 41 قبيلة وعشيرة تشارك في المعارك، وهذه العشائر تُشكل أكثر من 70% من سكان سوريا، وأن قبائل عربية في العراق والأردن ولبنان تستعد للتوجه إلى السويداء، بعد مناشدة أبناء العشائر ملك الأردن عبد الله الثاني، وشيوخ قبائل الأنبار في العراق.
وبحسب مصادر قبلية، فإن أكثر من 100 شخص قُتلوا يوم الخميس خلال هجوم لفصائل موالية للشيخ حكمت الهجري، وأن عشرات الآلاف هُجروا من قراهم وتم إحراق منازلهم.
تسلسل الأحداث
وبعد انسحاب القوات الحكومية السورية من مدينة السويداء، على وقع الضربات الإسرائيلية، وبعدما تم توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار مع الشيخ يوسف جربوع الأربعاء الماضي، شنت القوات الدرزية التابعة للشيخ حكمت الهجري هجومًا كبيرًا على البدو في السويداء، منذ فجر الخميس.
وكان الاقتتال بين الدروز والبدو قد بدأ السبت الماضي، على خلفية سرقة أحد سائقي الدروز من قبل البدو، على طريق السويداء - دمشق.
وحاولت القوات الحكومية السورية فضّ النزاع، إلا أن قواتها تعرضت لهجمات في المدينة، بعدما هاجمتها قوات حكمت الهجري، بعد أن انسحب الأخير من بيان مشيخة عقل الدروز الذي رحّب بدخول القوات الحكومية لوقف إطلاق النار.
ويؤثر على القرار في السويداء ثلاثة مشايخ عقل، هم الشيخ حكمت الهجري المعروف بقربه من إسرائيل ومواقفه الانفصالية عن سوريا، والشيخ يوسف جربوع الذي أعلن الأربعاء الماضي وقف إطلاق النار والاتفاق مع الحكومة السورية، والشيخ حمود الحناوي.
وأكثر هؤلاء الشيوخ تأثيرًا في المشهد السوري هو حكمت الهجري، لا سيما بسبب علاقاته مع إسرائيل، وامتثال فصائل مسلحة مشكّلة منذ عام 2021 في السويداء لأمره.
وكان الهجري قد دعا أمس القوات السورية، التي هوجمت من قبل فصائله في السابق، إلى العودة إلى المدينة، بعد الهجوم البدوي الانتقامي والزحف البشري الكبير نحو السويداء من قبل القبائل والعشائر السورية.