عاجل

عميلة استخبارات تكشف: ترامب كان مجنَّدًا كاملاً لصالح روسيا

ترامب وبوتين
ترامب وبوتين

اتهمت سوزان ميلر، الرئيسة السابقة لقسم مكافحة التجسس في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، الرئيس دونالد ترامب بأنه كان "مجنَّدًا استخباراتيًا كاملاً" لصالح الكرملين.

وفي أول ظهور إعلامي لها ضمن وثائقي للقناة الرابعة البريطانية، قالت ميلر: "في عالم الاستخبارات، نستخدم مصطلح (أصل)، أي مجنَّد واعٍ ومشارك، يعلم ما يفعله ويستفيد منه وإذا طبّقنا هذا المفهوم، فإن ترامب قد ينطبق عليه الوصف تمامًا".

توتر مع بوتين: هل انتهت "قصة الحب السياسية"؟

وكشف الوثائقي البريطاني الذي يُبث ضمن برنامج "ديسباتشز"، أن توترًا بدأ يتصاعد بين ترامب وفلاديمير بوتين بسبب رفض الأخير وقف إطلاق النار في أوكرانيا، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت العلاقة الطويلة بين الرجلين قد وصلت إلى نقطة الانهيار، أو أنها تمر بمرحلة من التفاوض والمصالح المتبادلة.

"ترامب ليس دمية.. بل تلميذ لبوتين"

في شهادته للوثائقي، قال ليف بارناس، مساعد ترامب السابق، إن الرئيس لا يُملى عليه من بوتين، لكنه "يتصرف كما لو كان تلميذًا له"، مضيفاً أن ترامب لا يسعى للسلام من منطلق إنساني، بل من منطلق تجاري. كل شيء عنده صفقة، من المعادن إلى الأراض، كل شيء يمكن بيعه أو مقايضته.

جون بولتون: ترامب "أحمق مفيد" في يد الكرملين

أما مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، فكان أكثر حدة في توصيفه لترامب، قائلًا: "لا أعتقد أن ترامب مجند رسمي، لكنه أحمق مفيد. بوتين يستطيع التلاعب به بسهولة وينفذ ما تريده موسكو دون أن يدرك حتى".

بدورها، قالت فيونا هيل، مستشارة ترامب للشؤون الروسية سابقًا، إن بوتين لا يزال يجد طرقًا للتأثير العاطفي والنفسي على ترامب، مشيرة إلى احتمال أن تتغير العلاقة مستقبلًا بسبب تباين الأولويات.

ومن بين أخطر ما ورد في الوثائقي، شهادة جوناثان بوما، عميل FBI السابق، الذي قال إنه تلقى أوامر مباشرة بعدم التحقيق مع أي من مساعدي ترامب أثناء رئاسته، ما خلق مناخًا من الحصانة داخل الدائرة المقربة من الرئيس.

وأضاف بوما:"كنا نحاول حماية شخصيات كبرى مثل ترامب، ماسك، وبيتر ثي، لم يُسمح لنا بالاقتراب منهم".

وأشار إلى أن قرارات إلغاء برامج فدرالية معنية برصد التهديدات الروسية تمت بتوجيهات عليا، واعتُبرت خطوة تتماشى مع مصالح الكرملين. وبعد أن تحول إلى "مبلغ عن المخالفات"، اعتُقل بوما في اليوم التالي لاستقالته، ووجهت إليه تهم تسريب معلومات سرية.

صراع استخباراتي

يُظهر الوثائقي أن الانقسام داخل مؤسسات الأمن القومي الأمريكية بلغ مستويات خطيرة خلال رئاسة ترامب، حيث شهدت الأجهزة الاستخباراتية استقالات متتالية وتفكيكًا للبرامج، مما سمح باختراقات أجنبية وتدخلات استراتيجية من قِبل روسيا.

وفي ضوء هذه الشهادات والوثائق، تتزايد المخاوف من أن ترامب لم يكن مجرد رئيس مثير للجدل، بل "رأس جسر" لاختراق استخباراتي أعمق مما تجرؤ المؤسسة السياسية الأمريكية على الاعتراف به.
وتكشف المقابلات والتقارير المسرّبة وجهًا أكثر قتامة للرئيس، وتعيد فتح ملف تدخل روسيا في الحياة السياسية الأمريكية. وبين من يصفه بـ"الأصل الاستخباراتي" ومن يراه مجرد "أحمق مفيد"، تظل الحقيقة الأخطر هي هشاشة النظام الديمقراطي الأمريكي أمام المال، والمصالح، والاختراق الخارجي.

 

تم نسخ الرابط