السويداء تشتعل وسوريا تتفتت: تحذيرات من تقسيم زاحف وغياب الحل السياسي|خاص

قالت الدكتورة تمارا حداد، الأكاديمية والباحثة السياسية، إن المتغيرات داخل سوريا تشير إلى مطالب متزايدة من الفئات السنية، لا سيما في الداخل السوري، بتحرك رسمي لحماية البدو السنة في السويداء، بعد خروج عدد كبير منهم نتيجة الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها المحافظة.
واستبعدت الدكتورة تمارا حداد في حديث خاص لموقع نيوز رووم أن يستجيب أحمد الشرع لهذه المطالب، موضحة أن موازين القوى لا تصب في مصلحته، بل تميل لصالح إسرائيل.
وأشارت إلى أن تصريحات الشرع الأخيرة تؤكد اعتماده على أدوات السياسة والدبلوماسية والضغوط الدولية، وخاصة التركية والعربية، إضافة إلى التواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية ، على أمل أن تسهم هذه الجهود في الحد من الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا بأكملها.
وأضافت حداد أن الهدف الأساسي من التحركات الإسرائيلية لا يتمثل في حماية الأقليات، بل في استخدام هذه الذريعة لتحقيق أهداف أوسع، أهمها تقسيم سوريا وتنفيذ سياسة القصف المفتوح تمهيدًا لتقسيم البلاد وسط حروب طائفية تغذيها إسرائيل، حتى عبر تدخلها تحت شعار حماية الدروز.
الأوضاع في سوريا غير مبشرة
وحذّرت من أن الأوضاع في سوريا لا تبشر بالاستقرار، بل تتجه نحو مزيد من التصعيد والتقسيم الفعلي على الأرض، في ظل تعدد القوى المسيطرة، موضحة أن النظام السوري يسيطر على دمشق وبعض المناطق الساحلية وحمص، بينما تهيمن قوات سوريا الديمقراطية "قسد المدعومة أمريكيًا على شرق الفرات، وتسيطر تركيا وفصائل المعارضة على الشمال، فيما تواصل إسرائيل استهداف المواقع في الجنوب لتحقيق منطقة عازلة، وبناء "ممر داود" الممتد من السويداء إلى شمال شرق سوريا وحتى الحدود العراقية.
وتابعت حداد أن إسرائيل تدفع باتجاه تقسيم سوريا إلى "كنتونات طائفية"، وهو ما يهدد بدفع المنطقة نحو أزمات مفتوحة واحتمالات تصعيد متعددة، بما فيها استمرار الاشتباكات في غزة وجنوب لبنان وجنوب سوريا.
واعتبرت الباحثة أن هناك صراع نفوذ في سوريا بين تركيا وإسرائيل، مضيفة أن إسرائيل بعثت برسائل واضحة لدمشق وتركيا تؤكد استمرار وجودها في جنوب سوريا.
وأكدت حداد أن المنطقة تتجه نحو تصعيد مفتوح قابل للانفجار في أي لحظة، وخصوصًا على الجبهة الشمالية بين لبنان وسوريا، مشيرة إلى أن أي خطأ استراتيجي من أحد الأطراف أو تدخل خارجي مباشر، لا سيما من الولايات المتحدة أو إيران، قد يشعل صراعًا إقليميًا واسعًا.
وختمت الدكتورة تمارا حداد، الأكاديمية والباحثة السياسية بالقول إن غياب التسوية الشاملة سيبقي سوريا ولبنان في دائرة الحروب المتقطعة والتقسيم الزاحف، في ظل استغلال إسرائيل لأي فراغ سياسي وأمني لتعزيز نفوذها على الحدود، لا سيما بعد انسحاب قوات الأمن السوري من السويداء، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات الحكم الذاتي أو الفدراليات، حيث يحصل الدروز والأكراد على كيانات مستقلة، بينما يُترك ما تبقى من الأرض للسنة ضمن صيغة من الحكم الذاتي.