أستاذة علم اجتماع تحذر من خطورة محتوى «تيك توك» على قيم المجتمع

حذرت الدكتورة عزة فتحي، أستاذ مناهج علم الاجتماع بجامعة عين شمس، من خطورة المحتوى المتداول على منصة "تيك توك"، مشيرة إلى أن الاستخدام السيئ للتطبيق بات يمثل تهديدًا مباشرًا للذوق العام ولمنظومة القيم المجتمعية، رغم وجود بعض المواد الجيدة والمحترمة على المنصة.
وقالت فتحي، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، إن الإشكالية لا تتعلق بالتطبيق نفسه، بل بطريقة استخدامه، لافتة إلى أن "تيك توك" أصبح وسيلة سريعة للشهرة وتحقيق الأرباح المادية، حتى ولو جاء ذلك على حساب المعايير الأخلاقية أو السلامة الشخصية للمستخدمين.
القيم الحقيقية للمجتمع المصري
واستنكرت فتحي انتشار مقاطع فيديو خطرة أو غريبة، مثل الوقوف أمام القطارات أو أداء تصرفات غير منطقية بهدف لفت الأنظار، مشددة على أن هذا النوع من المحتوى لا يعكس القيم الحقيقية للمجتمع المصري، بل يروّج لسلوكيات سلبية بين الشباب والمراهقين.
وأكدت أن مواجهة هذا التوجه تتطلب تعزيز التوعية الرقمية، وتكثيف دور الأسرة والتعليم والإعلام في بناء وعي نقدي لدى النشء تجاه ما يشاهدونه على المنصات الرقمية، قائلة: "لا بد أن نعيد ضبط البوصلة الأخلاقية، خصوصًا في ظل الانتشار الواسع لهذه التطبيقات بين فئات عمرية صغيرة".
ونوهت الدكتورة عزة إلى أن هذا السلوك يؤدي تدريجيًا إلى العزلة الاجتماعية، حيث يصبح صانع المحتوى حبيسًا لغرفته، منشغلًا طوال الوقت بالتفكير في أفكار مثيرة وغريبة لتحقيق أعلى عدد من المشاهدات، وهو ما يجعله ينفصل عن أسرته، ويبتعد عن أي نشاط مفيد أو علاقات إنسانية حقيقية.
الاستخدام المفرط للمحتوى الغريب على تيك توك
كما أشارت إلى أن هذا الاستخدام المفرط للمحتوى الغريب على تيك توك لا يضيع الوقت والجهد فقط، بل يستهلك الطاقة الذهنية والنفسية، حيث يظل المستخدم مشغولًا بالتفكير في كيفية صناعة مقاطع تجذب أكبر عدد من المتابعين، دون النظر إلى الجدوى أو التأثير.
وأكدت أن الأخطر من ذلك هو تأثير التطبيق على بعض الفتيات والمراهقات، حيث يدفعهن إلى نشر مقاطع تتجاوز حدود اللياقة أو التقاليد، مشيرة إلى أن ما يُنشر أحيانًا يعكس عدم تحفظ، إن لم يكن انفتاحًا مفرطًا يفتح المجال للتحرش أو الابتزاز لاحقًا، وهو أمر تم رصده في دول مثل الهند وباكستان، وقد يتكرر بسهولة في مجتمعاتنا إذا لم يُتخذ موقف واضح تجاه هذه الظواهر.
واختتمت حديثها بالتأكيد على ضرورة وجود وعي جماعي لمواجهة هذا النوع من المحتوى، سواء من قِبل المستخدمين أنفسهم أو الجهات المسؤولة عن الرقابة والتوعية، داعية إلى تعزيز الثقافة الرقمية لدى الشباب وأولياء الأمور على حد سواء.