أيمن الرقب: نقل الإشراف على الحرم الإبراهيمي للمستوطنين تصعيد خطير

أدان الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح، ما وصفه بـ"الخطوة التصعيدية الخطيرة" التي أقدمت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بنقل الإشراف الكامل على الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل إلى المستوطنين، معتبرًا أن ذلك يمثل محاولة ممنهجة لتغيير الطابع الديني والتاريخي للمدينة الفلسطينية العريقة.
وحذر الرقب، خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج " خط أحمر" المذاع عبر قناة الحدث اليوم،من هذه الخطوة مؤكدا أنها تتجاوز كل الاتفاقيات الموقعة، وتفتح الباب أمام فرض واقع جديد يخدم أجندة الاحتلال التوسعية.
خرق للاتفاقيات الدولية ونسف لاتفاق 1994
الرقب، أشار إلى أن الاتفاق الذي وُقّع عقب مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994 كان ينص على تقسيم الحرم زمانيًا ومكانيًا بين المسلمين واليهود، مع إشراف مشترك بين وزارة الأوقاف الفلسطينية ونظيرتها في حكومة الاحتلال، لكنه أوضح أن الاحتلال تنصّل تدريجيًا من هذا الاتفاق، وأتاح للمستوطنين التغلغل في محيط الحرم، إلى أن تم أخيرًا نقل الإشراف بالكامل لإدارة المستوطنين، في انتهاك واضح لاتفاقيات أوسلو، ولاهاي، وجنيف، وقرارات منظمة اليونسكو.
فصل عنصري وهيمنة على الجغرافيا
وأكد القيادي الفتحاوي، أن هذه الإجراءات تعكس سياسة تهويد متسارعة، لا تقتصر على الخليل فقط، بل تمتد لتشمل مدينة القدس وسائر المواقع الإسلامية، في إطار مشروع أكبر يهدف إلى تفكيك الضفة الغربية وفصل مكوناتها الجغرافية عن بعضها البعض، وأضاف أن الاحتلال ينشئ شبكات طرق مخصصة للمستوطنين ويمنع الفلسطينيين من استخدامها، ما يؤدي إلى تفتيت التواصل الجغرافي والسياسي بين المدن الفلسطينية.
مفاوضات القاهرة وبوادر تراجع إسرائيلي
وفي سياق آخر، ثمّن الرقب، الدور المصري في ملف التهدئة، مؤكدًا أن القاهرة تملك مفاتيح الحل وتدرك تمامًا حجم المعاناة التي تمر بها غزة، ولفت إلى أن الأيام الماضية شهدت بعض التراجع الإسرائيلي عن شروطه، خصوصًا فيما يتعلق بالتموضع في محور فيلادلفيا الحدودي.
دعوة للوحدة الوطنية في وجه المخطط الاستيطاني
واختتم أيمن الرقب، تصريحاته بالتأكيد على أن الضفة الغربية ستكون الهدف التالي في مشروع تصفية القضية الفلسطينية، داعيًا القوى الفلسطينية إلى تجاوز الخلافات وتوحيد الصفوف لمواجهة ما وصفه بـ"الزحف الاستيطاني المنظم تحت غطاء الصمت الدولي".