عاجل

مستشار تنمية مستدامة: التغيرات المناخية تؤثر على صحة الإنسان ومدى تكيفه معها

التغير المناخي
التغير المناخي

قال الدكتور حسين أباظة، المستشار الدولي للتنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر، إن التغيرات المناخية التي باتت تؤثر بشكل ملموس على الحياة اليومية للمواطنين، وسط تساؤلات متزايدة حول أسبابها، وما إذا كانت بفعل طبيعي أم تدخل بشري متعمد.

التغير المناخي ليس مفاجأة.. والعلم حذر منذ نصف قرن

أكد أباظة خلال حواره عبر قناة إكسترا نيوز أن ملف التغيرات المناخية ليس جديدًا، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة سبق وأن نبهت العالم إلى ضرورة تغيير السياسات والنهج البيئي قبل أكثر من 50 عامًا، لكن كثيرًا من الدول تجاهلت التحذيرات، معتبرة أن ما يحدث مجرد تغيرات طبيعية لا دخل للإنسان فيها.

وأضاف أن لجنة علمية عالمية تشكلت في وقت لاحق، بدعوة من الأمم المتحدة، لدراسة أصل هذه الظاهرة، وتوصلت إلى أن التدخل البشري غير المستدام، لا سيما بعد الثورة الصناعية، هو السبب الرئيسي في تفاقم الأزمة، مشيرًا إلى الإفراط في استخدام الموارد والاعتماد على الوقود الأحفوري كمسبب رئيسي.

اتفاقية باريس.. بداية المواجهة العالمية

وأوضح أباظة أن اتفاقية باريس جاءت استجابة دولية أولى لحجم التهديد، لتوحيد الجهود نحو الحد من الانبعاثات الكربونية، مؤكدا أن أنماط التنمية غير المستدامة وأنماط الاستهلاك الحالية على مستوى الأفراد والدول، ما زالت تمثل عقبة كبيرة في طريق الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

 

الحروب وأزمة الطاقة.. عوامل تفاقم التغير المناخي


أشار أباظة إلى أن النزاعات المسلحة، سواء في الشرق الأوسط أو الحرب الروسية الأوكرانية، ساهمت في العودة إلى استخدام الوقود الأحفوري بشكل مكثف، مما ضاعف من التلوث والانبعاثات، وأضاف: "رغم أن البعض لا يحب تسليط الضوء على هذه العلاقة، فإن تأثير الحروب على المناخ واضح وجلي".

ولفت إلى أن القطاع الخاص بات يدرك تدريجيًا أن تغير المناخ يهدد سلاسل الإنتاج والموارد الزراعية، مما يستدعي منه اتخاذ تدابير فعالة ومتماشية مع السياسات البيئية المستدامة، مشددًا على أن الحل يتطلب تغييرا هيكليًا في التفكير والنظام الاقتصادي.

غياب التعاون الدولي يزيد من المخاطر

انتقد أباظة عدم وجود تنسيق دولي فعلي لمواجهة هذه الظاهرة التي تمس العالم بأسره، قائلاً: "ما زالت كل دولة تعمل منفردة، بينما الخطر عالمي يتطلب تكاملاً دوليًا وإقليميًا حقيقيًا"، مضيفا أن تغير المناخ إلى جانب الذكاء الاصطناعي، قد يكونان من العوامل التي تُنهي شكل الحياة كما نعرفها إذا استمر الإهمال.

تم نسخ الرابط