عاجل

التصعيد الإسرائيلي في سوريا.. رسائل وأهداف نتنياهو من الحرب

 بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

أوضحت الدكتورة أماني القرم،  الكاتبة والباحثة في السياسة الأمريكية والإسرائيلية، أن حكومة بنيامين نتنياهو تسعى منذ السابع من أكتوبر إلى إعادة تشكيل ما تسميه بـ"الشرق الأوسط الجديد"، معتبرة أن التصعيد في سوريا ليس معزولًا عن هذا السياق، مشيرة إلى أن أحد أبرز الأهداف الإسرائيلية هو الدفع باتجاه تقسيم سوريا على أسس طائفية وعرقية، مستخدمة في ذلك ذريعة حماية الأقلية الدرزية.

رسائل وأهداف حكومة نتنياهو من التصعيد في سوريا

وأضافت خلال تصريحاته عبر قناة القاهرة الإخبارية أن إسرائيل استخدمت تكتيكات مشابهة في السابق، من خلال اللعب على وتر الطائفية، كما فعلت مع الموارنة في لبنان، والأكراد، والشيعة، بهدف إضعاف النسيج الوطني وتمزيق وحدة الدول العربية من الداخل.

ذرائع إسرائيلية ومسارات خفية

وأكدت القرم أن الضربات الإسرائيلية المتكررة في أنحاء سوريا تُبرر إسرائيليًا بأنها لمنع نقل الأسلحة الإيرانية أو إعادة بناء القدرات العسكرية السورية، فضلًا عن ما يُسمّى بـ"تطهير الجنوب السوري"، لكنها نوهت إلى أن الدافع الحقيقي هو سياسي بامتياز، إذ تسعى حكومة نتنياهو إلى إرسال رسائل واضحة بأن إسرائيل لا تزال صاحبة اليد الطولى في تحديد ملامح التوازنات في المنطقة.

القيادة الجديدة في الجنوب السوري.. والتوجس الإسرائيلي

وأشارت القرم إلى أن نتنياهو لا يثق بالقيادة الجديدة التي ظهرت مؤخرًا في جنوب سوريا، واصفة إياها بأنها ذات خلفيات جهادية من "جبهة النصرة"، موضحا أن التصعيد الإسرائيلي يهدف إلى استفزاز هذه القيادة لمعرفة توجهاتها المستقبلية، وهو ما يعكس رغبة نتنياهو في إظهار أن السلام لا يُفرض إلا بقوة السلاح.

هل اقتربنا من اتفاق إقليمي؟

وردًا على سؤال بشأن ما إذا كانت المنطقة تقترب من اتفاق يُنهي هذا التوتر، أكدت القرم أن المؤشرات السياسية، ولا سيما من قبل النظام السوري، تحمل طابعًا مطمئنًا لإسرائيل، وليس العكس، رغم أن الأخيرة هي من تبادر بالاستفزاز يوميًا.

ونوهت إلى أن الضربات الإسرائيلية طالت مواقع حساسة مثل هيئة الأركان ومحيط قصر الرئاسة، ما يدل على أن تل أبيب تريد فرض وقائع ميدانية تؤكد من خلالها أنها صاحبة اليد العليا وأكدت أن إسرائيل، على ما يبدو، تسعى لانتزاع اعتراف ضمني بحرية حركتها في الجنوب السوري ضمن ترتيبات ما.

تأثير الوضع في الجنوب السوري على الحلول السياسية

وبخصوص انعكاسات هذه الأوضاع على المسار السياسي، أوضحت القرم أن التوتر في الجنوب السوري يعقد المساعي السياسية، لا سيما في ظل التباين داخل الطائفة الدرزية، مشيرة إلى أن هذه الطائفة تمتد جغرافيًا في سوريا ولبنان وفلسطين، وبعض أفرادها يحملون الجنسية الإسرائيلية ويخدمون في الجيش الإسرائيلي، بينما يقيم آخرون في سوريا ولهم علاقات تاريخية وعائلية عميقة مع الدولة السورية.

تم نسخ الرابط