حبس طالب طعن زميله لرفضه الغش أمام لجنة امتحان في شبرا الخيمة

قررت نيابة قسم ثان شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، حبس طالب بالصف الثالث الثانوي يُدعى "سيف"، لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة الشروع في قتل زميله الطالب "طه نشأت"، إثر اعتداء دامٍ وقع أمام مدرسة محمد فريد بمنطقة بهتيم، عقب انتهاء امتحانات الثانوية العامة.

وكشفت التحقيقات أن الطالب المتهم سدد عدة طعنات إلى المجني عليه باستخدام سلاح أبيض، عقب مشادة كلامية داخل لجنة الامتحانات، بعدما رفض طه السماح له بالغش، ما تسبب في تطور الخلاف إلى جريمة طعن متعمد خارج أسوار المدرسة.

وأفادت التحريات بأن المتهم انتظر المجني عليه عقب خروجه من اللجنة، بمشاركة 5 من أصدقائه، حيث هاجموه واعتدوا عليه طعنًا، ما تسبب له في شرخ بالجمجمة ونزيف داخلي حاد، وتم نقله إلى مستشفى ناصر العام، حيث لا يزال يرقد داخل العناية المركزة في حالة حرجة.

وألقت قوات الشرطة القبض على المتهم الرئيسي بعد تحديد مكان اختبائه، واعترف تفصيليًا بارتكاب الجريمة، بسبب رفض طه مساعدته داخل اللجنة، وأمرت النيابة بحبسه ووجهت له تهمة الشروع في القتل في القضية رقم 19121 لسنة 2025 جنايات قسم ثان شبرا الخيمة، فيما تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط باقي المتهمين الهاربين.

"ابني حلمه يلبس البالطو الأبيض.. دلوقتي نايم بين الأجهزة"

وداخل غرفة العناية المركزة، يرقد طه بين الأجهزة والأنابيب، يصارع الموت بعدما تحوّل حلمه بكلية الطب إلى كابوس مؤلم. تجلس إلى جواره زوجة والده، التي لم تُرزق بأبناء، لكنها ربت طه كما لو كان من رحمها، وتقول في كلمات مؤثرة:

 "ربنا ما رزقنيش بولاد، لكن طه وإخواته كانوا رزقي.. كان دايمًا يقولي يا ماما، وكان بيتمشى في البيت بالبالطو الأبيض وبيقولي: هكون دكتور يا ماما. دلوقتي نايم قدامي، عينه ما بتتحركش، وأنا قلبي بينزف جنبه."
---

الأب: "كان بيقولي هفرحك يا بابا.. دلوقتي أنا اللي بعيط عند سريره"

يجلس الأب في زاوية الغرفة، يحمل صورة قديمة تجمعه بابنه ويقول بحزن شديد: "ابني كان حلمه يدخل طب ويعوضني عن تعب السنين.. كان بيقولي: هسترك في كبرك. دلوقتي نايم ما بيتحركش، واللي طعنه هربان، وأنا مش عارف أجيب له حقه."
---

شقيقته: "كل أحلامه كانت في دفتره.. دلوقتي محتاج شنطة إسعاف مش شنطة تخرج"

تضم شقيقته  دفتر مذكراته إلى صدرها وتقول: "كان بيكتب عن الطب في كل صفحة.. بيقولي: هاجيبلك هدية يوم تخرجك. دلوقتي هو اللي محتاج حد ينقذه، محتاج شنطة إسعاف مش شنطة هدايا."
---

خاله: "طه من أحن الناس.. اللي حصله حرام" يؤكد خاله أن طه كان مثالًا في الطيبة والهدوء، ويقول: "مافيش أحن من طه، ولا عمره آذى حد.. اللي حصله غدر وجريمة.. دا مش مجرد اعتداء، دي محاولة قتل بسبب رفضه للغش."
---

"شاف الدم بدل الفرح".. نداء إنساني من الأسرة

تقول زوجة الأب، وهي لا تفارق باب غرفة العناية: "كان نفسه يضحك زي زمايله، يحتفل بانتهاء الامتحانات.. شاف الدم بدل الفرح، ونزل المستشفى بدل ما يشوف نتيجته. نفسي يشوف حلمه وهو واقف على رجله."

وطالبت الأسرة بتدخل عاجل من وزارة الصحة لنقل طه إلى مستشفى متخصص  مؤكدين أن حالته حرجة وتحتاج رعاية دقيقة، كما ناشدوا وزارة الداخلية بسرعة ضبط باقي المتهمين وتقديمهم للعدالة.

واختتمت زوجة والده كلماتها قائلة:"هو مش من بطني.. بس ربيته زي ضنايا.. نفسي أفرح بيه، مش أودعه في صمت."