عاجل

ميشال حايك وتنبؤات السويداء.. فيديو قديم يثير الجدل من جديد

مشيل حايك
مشيل حايك

يتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع مقطع فيديو قديم لخبير التوقعات اللبناني ميشال حايك، بعد تزايد التوترات في محافظة السويداء جنوبي سوريا، ما أعاد تسليط الضوء على تصريحاته السابقة التي بدت للكثيرين وكأنها تنبؤ دقيق بما يحدث حالياً.

العاصفة تهب في السويداء

ظهر ميشال حايك في الفيديو وهو يقول: "تهب العاصفة في السويداء.. ولن تبقى الجغرافيا على حالها"، وهي عبارة تداولها ناشطون بكثافة خلال الساعات الماضية، معتبرين أنها تشير بشكل مباشر إلى التصعيد الأمني والسياسي الذي تشهده المحافظة ذات الغالبية الدرزية.

كما تحدث حايك خلال الفيديو عن "تسوية المشايخ في السويداء"، واصفًا إياها بأنها "مفخخة ومحوطة بالخطر"، وهو ما فسره البعض بأنه إشارة مبكرة إلى هشاشة التحالفات المحلية والمخاطر المحيطة بالحراك هناك.

تصعيد متسارع ومخاوف من الانفجار

وتشهد محافظة السويداء تطورات متسارعة على الأرض، وسط احتجاجات واشتباكات متفرقة، ما يثير تساؤلات حول مستقبل المنطقة وقدرة القوى المحلية والدولية على احتواء الموقف.

ويرى مراقبون أن الأحداث في السويداء قد تؤثر بشكل مباشر على التوازنات الهشة في الجنوب السوري، خصوصًا مع وجود أطراف إقليمية تتابع عن كثب مجريات الأحداث هناك.

السويداء.. بؤرة توتر في المشهد السوري

تُعدّ محافظة السويداء من أكثر المناطق حساسية في المشهد السوري، نظرًا لموقعها الجغرافي وتركيبتها الاجتماعية والدينية، وقد حافظت لفترات طويلة على نوع من "الخصوصية" مقارنة بباقي المحافظات السورية، إلا أن الوضع الراهن يشير إلى مرحلة جديدة قد تعيد رسم الخارطة السياسية في الجنوب السوري.

المشهد السوري 

وفي سياق أخر، أكد علي فوزي، الباحث في الشؤون العربية والإفريقية، إن ما تشهده سوريا اليوم لا يمكن اعتباره تصعيدًا عرضيًا، بل هو انعكاس لتراكمات داخلية معقّدة وتدخلات خارجية ممنهجة، تهدف إلى تقويض الدولة السورية ومؤسساتها السيادية.

وقال فوزي، في تصريح خاص لـ “ نيوز رووم”  إن استهداف وزارة الدفاع والقصر الرئاسي في دمشق، خاصة بعد التحولات التي أعقبت نهاية حكم بشار الأسد وصعود قيادة جديدة مثل أحمد الشرع، يمثل رسالة واضحة تهدف لتركيع الدولة السورية والنيل من مراكز ثقلها الأمنية والسياسية.

قصف هيئة أركان الجيش السوري بدمشق
قصف هيئة أركان الجيش السوري بدمشق

وأوضح فوزي، أن المواجهات الطائفية المندلعة في السويداء، لاسيما بين الدروز والبدو، وسقوط العشرات من الضحايا، دفعت النظام للتدخل مجددًا، مما يعكس هشاشة الوضع الداخلي واتساع رقعة النزاع المجتمعي.

 

العدوان الإسرائيلي على سوريا

وأكد فوزي، أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة، التي استهدفت مواقع بالغة الحساسية في قلب دمشق، تؤشر إلى تحوّل نوعي في سياسة إسرائيل، التي لم تعد تكتفي بما يُعرف بـ"قواعد الاشتباك"، بل باتت تمارس تدخلًا مباشرًا يرمي إلى إعادة رسم المعادلات الإقليمية.

وأضاف، أن هذا السلوك الإسرائيلي يتماشى مع رؤية بنيامين نتنياهو لـ"شرق أوسط مختلف" تقوم على تفكيك دول الطوق، وبناء ما يمكن وصفه بـ"حزام ضعف" يخدم استقرار إسرائيل وتفوّقها الاستراتيجي.

مخطط نتنياهو لتغيير شكل منطقة الشرق الأوسط
مخطط نتنياهو لتغيير شكل منطقة الشرق الأوسط

وأكمل فوزي، أن استهداف الدولة السورية يتم عبر عدة مستويات على النحو التالي:

  • أولًا، من خلال إضعاف مؤسساتها السيادية، ما يفتح الباب واسعًا أمام الانقسامات والطائفية.
  • ثانيًا، عبر توجيه رسالة واضحة إلى طهران وبيروت، بأن أي محاولة لتعزيز النفوذ الإيراني في سوريا ستقابل برد إسرائيلي مباشر وسريع.

و لفت الباحث في الشؤون العربية والإفريقية، إلى أن نتنياهو يستثمر هذه المناخات المضطربة لتوجيه السياسات الداخلية في إسرائيل، وتجاوز أزماته القانونية من خلال تصدير الأزمات عسكريًا، وتقديم نفسه كمدافع عن الدولة الإسرائيلية والأقليات داخل المنطقة، مثل الدروز.

 

 وحذر فوزي، من أن هذه الاستراتيجية رغم ما توفره من مكاسب داخلية قصيرة المدى، تحمل في طياتها مخاطر حقيقية قد تفتح الباب لتصعيد أوسع يشمل إيران، وحزب الله، وربما سوريا، وهو ما ينذر بانزلاق خطير قد يصعب احتواؤه.

واختتم على فوزي، تصريحه بالتأكيد على أن الغياب أو التراخي الدولي في التعامل مع هذه التطورات، جعل سوريا ساحة مفتوحة لصراعات القوى الإقليمية والدولية، ما يصب في مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، لكنه يدفع الشعب السوري ثمنًا فادحًا، ويعزز من احتمالات تفكك الدولة وامتداد أمد المعاناة المستمرة منذ أكثر من ثلاثة عشر عامًا.

 

تم نسخ الرابط