أستاذ تنمية مستدامة: مصر الأعلى أفريقيا في استخدام الطاقة المتجددة في الزراعة

أوضح الدكتور صفي الدين متولي، أستاذ التنمية المستدامة، أن مصر تُعد الدولة الأعلى في إفريقيا من حيث استهلاك الطاقة في قطاع الزراعة وإنتاج الحبوب، مرجعًا ذلك إلى اعتمادها المتزايد على الطاقة الجديدة والمتجددة، مما يجعلها في صدارة دول القارة في هذا المجال.
الزراعة والطاقة.. علاقة وثيقة وتأثير على المناخ
وأشار الدكتور متولي إلى أن تقريرًا حديثًا صدر في عام 2024 كشف أن قطاع الزراعة عالميًا يستهلك نحو 32% من إجمالي الطاقة المنتجة، وهي نسبة تتجاوز التقديرات السابقة التي تراوحت ما بين 26% إلى 28%، وهو ما يعكس حجم الاستهلاك الكبير للطاقة في العمليات الزراعية.
ونوه إلى أن الاعتماد الكبير على الطاقة، خاصة التقليدية منها، في قطاعات الزراعة يؤدي إلى ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة، وعلى رأسها ثاني أكسيد الكربون، مما يساهم بشكل كبير في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأكد أن مصر، من خلال توجهها نحو الطاقة النظيفة، نجحت في تقليل هذه الانبعاثات بشكل ملحوظ، لافتًا إلى أن الدولة تهدف بحلول عام 2030 إلى أن تصل نسبة الطاقة المتجددة المستخدمة إلى نحو 42% من إجمالي استهلاك الطاقة، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على البيئة وعلى استدامة قطاع الزراعة.
توظيف الطاقة المتجددة في الزراعة والمياه
وأوضح الدكتور صفي الدين أن الطاقة تُستخدم في كافة مراحل الزراعة، بدءًا من استصلاح الأراضي، مرورًا بإنتاج المياه وتحليتها ونقلها، وانتهاءً بإنتاج الأسمدة والمبيدات ومكافحة الآفات، وكل هذه العمليات تعتمد على استهلاك كثيف للطاقة، مما يجعل من الضروري التحول نحو مصادر أكثر استدامة.
وأشار إلى أن مصر بدأت بالفعل في استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على نطاق واسع في مناطق الاستصلاح الزراعي الجديدة، مثل غرب المنيا وأسوان، وهو ما يوفّر التكاليف ويحسّن الإنتاجية، خصوصًا في إنتاج الحبوب التي تُعد خيارًا استراتيجيًا للأمن الغذائي المصري.
هل تؤثر الطاقة النظيفة على حجم إنتاج الحبوب؟
وردًا على هذا السؤال، أكد الدكتور متولي أن الاعتماد على الطاقة النظيفة لا يقلل من الإنتاج، بل على العكس، يُحسن كفاءة الإنتاج الزراعي، موضحًا أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو استصلاح نحو 4 ملايين فدان خلال عشر سنوات، وهي مساحة ضخمة في عالم الزراعة.
وشدد الدكتور صفي الدين على ضرورة إصدار تشريعات جديدة تُلزم المشروعات الزراعية في مناطق الاستصلاح الحديثة بالاعتماد على مصادر مياه وطاقة غير تقليدية، مثل المياه المعالجة أو المحلاة، إلى جانب الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.