في اليوم العالمي للإيموجي.. هل تهدد الرموز التعبيرية صحة اللغة والتواصل؟

يحتفل العالم اليوم، 17 يوليو، باليوم العالمي لــ الإيموجي، تلك الرموز الصغيرة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تواصلنا اليومي عبر التطبيقات والمنصات الرقمي، وبينما يرى البعض أنها وسيلة مرحة وسريعة للتعبير، يحذر خبراء نفسيون من آثارها على النمو اللغوي والصحة النفسية والاجتماعية، خاصة بين فئة الشباب.
الإيموجي وسيلة سريعة للتعبير
قال الدكتور وليد هندي، الاستشاري في الطب النفسي، إن الإيموجي أصبح لغة العصر الرقمي، حيث يتم استخدامه أكثر من 6 مليارات مرة يوميًا حول العالم، مشيرًا إلى أن هذه الرموز أصبحت بديلاً شائعًا للكلمات في بيئة يغلب عليها التفاعل السريع والاختصار.
ولفت هندي إلى أن قاموس أكسفورد اختار الإيموجي "😂" كـ"كلمة العام" في عام 2015، ما يعكس مدى تغلغل هذه الرموز في أنماط التواصل الحديثة.
الفروق الثقافية تؤثر في تفسير الرموز
وأوضح الاستشاري النفسي أن الثقافة تلعب دورًا حاسمًا في فهم واستخدام الإيموجي، فبينما تميل المجتمعات الشرقية إلى التعبير العاطفي بالكلمات والمشاعر العميقة، تعتمد المجتمعات الغربية بشكل أكبر على الرموز المختصرة في إيصال العاطفة.
وقال: "الإيموجي لا يعبر عن حب فيه شوق أو وجد أو سهد، بل يعطي رمزية سطحية قد تفتقر للمعنى الحقيقي"، مشيرًا إلى أن الرموز التعبيرية قد تكون قاصرة عن التعبير عن مشاعر معقدة أو علاقات إنسانية عميقة.
الإفراط في الإيموجي يهدد النمو اللغوي
وحذّر الدكتور وليد هندي من الاستخدام المفرط للإيموجي، مشيرًا إلى دراسة أجرتها "يوتيوب" عام 2018، كشفت أن 4 من كل 5 شباب يعانون من تدهور لغوي نتيجة الاعتماد المفرط على الرموز التعبيرية في التواصل، ما يؤدي إلى كسل عقلي وتعطيل تطور اللغة الطبيعية، خاصة بين فئات المراهقين واليافعين.
رموز قد تؤدي إلى سوء فهم ومشكلات اجتماعية
وأشار هندي إلى أن أحد الأوجه الخطيرة في استخدام الإيموجي يكمن في سوء تفسير الرموز أو إرسال رموز غير مناسبة في مواقف معينة، ما يؤدي إلى مشكلات في العلاقات الاجتماعية وسوء الفهم بين الأفراد.
وأكد أن الحاجة اليوم أصبحت ملحة لتوعية الأجيال الجديدة بالاستخدام المعتدل للرموز التعبيرية، وربطها بالسياق المناسب، وعدم اعتبارها بديلاً كاملاً عن اللغة المنطوقة أو المكتوبة.