عاجل

خبير: إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء في دمشق وتسعى للسيطرة على الجنوب|فيديو

سوريا
سوريا

قال العميد تقي الدين التنير، خبير عسكري واستراتيجي، إن الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت مواقع سيادية داخل العاصمة السورية دمشق، وعلى رأسها قصر الشعب ورئاسة الأركان وساحة الأمويين، تعدّ تجاوزًا غير مسبوق لكل الخطوط الحمراء، وتكشف رغبة إسرائيل في فرض واقع جديد على الأرض، خاصة في الجنوب السوري، حيث تريد رسم حدود نفوذ تسيطر من خلالها على العمق السوري الممتد حتى مسافة خمسين كيلومترًا داخل الأراضي السورية.

الاعتداءات الإسرائيلية

وأضاف «التنير»، خلال حواره عبر فضائية القاهرة الإخبارية، أن هذه الاعتداءات الإسرائيلية جاءت بعد تجاهل النظام السوري لتحذيرات مبكرة من قادة دروز بارزين، وعلى رأسهم الزعيم وليد جنبلاط، الذي شدد مرارًا على ضرورة دمج الدروز واحترام خصوصيتهم ضمن إطار الدولة السورية الموحدة، إلا أن الحكومة السورية لم تتفاعل كما يجب.

التصعيد في السويداء

وأشار التنير إلى أن الهدف الأوسع لإسرائيل من وراء التصعيد في السويداء ليس فقط تحقيق مكاسب عسكرية، بل هو جزء من مشروع أشمل لتفتيت سوريا والمنطقة العربية إلى كيانات طائفية ومذهبية متنازعة.

ولفت إلى أن التدخلات السياسية لبعض القيادات الدرزية في إسرائيل – مثل شيخ عقل الطائفة موفق طريف – وضعت الحكومة الإسرائيلية تحت ضغط داخلي للتدخل عسكريًا، وهو ما تحقق فعليًا في الغارات الأخيرة التي زعزعت الاستقرار في السويداء.

وفي سياق متصل، قال العميد أيمن الروسان خبير عسكري واستراتيجي، إنّ ما يجري في الجنوب السوري، لا سيما في محافظة السويداء، لا يمكن فصله عن مشروع سياسي إقليمي أوسع، تسعى من خلاله إسرائيل والقوى الدولية لرسم خرائط جديدة للطاقة والتجارة. 

وأضاف الروسان، في تصريحات عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن هذا المشروع، المعروف بممر داوود يبدأ من الجولان المحتل ويمر عبر درعا والسويداء، وصولاً إلى القواعد الأميركية في الشمال الشرقي والمناطق الكردية الموالية لواشنطن، وانتهاءً بتركيا، بما يجعله منافساً مباشراً لطريق الحرير الصيني.

هشاشة الوضع الداخلي السوري 

وتابع، أنّ هشاشة الوضع الداخلي السوري مدفوعة بثلاثة عوامل رئيسية هي التحريض، النزعة الانفصالية في السويداء، والتقصير الداخلي من قبل النظام رغم انفتاحه الخارجي، أتاحت لإسرائيل فرصة ثمينة لتأجيج الفتنة الطائفية واستثمار التناقضات. 
وأوضح، أن إسرائيل تسعى لتفتيت المجتمع السوري إلى مكونات عرقية وطائفية متناحرة، تمهيداً لشرق أوسط مفكك وضعيف يخدم مصالحها الاستراتيجية بعيدة المدى.

تم نسخ الرابط