عاجل

باحث سياسي: النظام السوري الجديد تنازل فعليًا عن الجولان لصالح إسرائيل

الرئيس السوري أحمد
الرئيس السوري أحمد الشرع

في قراءة تحليلية للمشهد السوري الراهن، أكد الدكتور حسام البقيعي، خبير العلاقات الدولية  والمحلل السياسي في تصريحات خاصة لنيوز رووم، أن ما تكتبه الصحافة الإسرائيلية، وما تنقله مراكز الدراسات والدوائر البحثية المقربة من تل أبيب، يشير إلى أن النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع أو محمد الجولاني قد تنازل فعليًا لإسرائيل عما لم يتنازل عنه نظام بشار الأسد، في إشارة إلى مرتفعات الجولان المحتلة.

 

الدكتور حسام البقيعي
الدكتور حسام البقيعي

مقايضات سياسية تحت الطاولة.. والتطبيع يلوح في الأفق

ويرى البقيعي أن ما يحدث لا يُفهم إلا في إطار صفقة غير معلنة، قد تُفضي إلى تطبيع سوري-إسرائيلي، إما بشكل مباشر أو ضمن بنود سرية، دون إعلان صريح عن التنازل عن الجولان. وأضاف أن "النظام الجديد في سوريا، واقعًا أو أمرًا مفروضًا، يبدو أنه يخطو خطوات تنازلية لم يقم بها حتى نظام الأسد، رغم كل ما ارتبط به من اتهامات وجرائم".

وأشار البقيعي إلى أن "الجولان التي ضمّتها إسرائيل واعترف ترامب بـ«إسرائيليتها» خلال فترته الرئاسية، لم تكن يومًا بندًا قابلاً للتفاوض العلني من جانب النظام السوري السابق، ولم يصدر عنه أي اعتراف رسمي بذلك، بل ظلت الجولان قضية عربية وفق قرارات الجامعة العربية والأمم المتحدة والقانون الدولي".

 

غياب الدولة السورية.. وتمكّن الشرع من مفاصل الحكم

وحذر البقيعي من أن الاعتداءات الأخيرة على سوريا – التي اقتربت من القصر الجمهوري سابقًا – لم تكن بهذا الشكل العنيف أو المباشر من قبل، مشيرًا إلى أن ذلك مرتبط بمحاولات أحمد الشرع أو محمد الجولاني الالتفاف على تفاهمات مسبقة تمت قبل توليه السلطة.

وقال: "ثمة تسريبات موثقة في الصحافة الإسرائيلية والدولية وحتى الأمريكية تشير إلى أن الاتفاق كان على أن يتولى أحمد الشرع منصب رئيس انتقالي لفترة محددة، إلا أن تحركاته الأخيرة تشير إلى سعيه لتثبيت حكمه، خصوصًا مع تملكه المتزايد لمفاصل الدولة وما تبقى من مؤسساتها".

 

الأمريكيون والإسرائيليون قلقون من تجاوزات الرئيس الانتقالي

 

وأوضح البقيعي أن الولايات المتحدة وإسرائيل لاحظتا محاولات مبكرة من الشرع لتجاوز صلاحياته، وتوسيع نطاق نفوذه السياسي والعسكري، رغم أن الاتفاق كان يقضي بفترة انتقالية لا تتجاوز أربع سنوات، مشيرًا إلى أن هذا التحول يفتح الباب أمام إعادة هيكلة الدولة السورية خارج أي توافقات دولية.

واختتم بقوله: "ما نراه اليوم هو دولة سورية مفرغة من مؤسساتها، ومنهكة نتيجة حرب أهلية تجاوزت 14 عامًا، والنتيجة أن أي سلطة جديدة يمكن أن تُعاد هندستها بالكامل لتخدم مصالح خارجية، في مقدمتها إسرائيل".

تم نسخ الرابط