تحذير من موجات الحر.. جمال شعبان: الجلطات تزداد وضرورة تعديل مواعيد العمل
أطلق الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب القومي، تحذيرات عاجلة عبر برنامجه "قلبك مع جمال شعبان"، داعيًا إلى ضرورة الانتباه لمخاطر الطقس الحار وتأثيره المباشر على صحة القلب والجهاز الدوري، مشددًا على أن فصل الصيف، تحديدًا في مثل هذه الفترات، هو ما يُعرف طبيًا بـ"موسم الجلطات".
وأكد الدكتور جمال شعبان أن درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير معتاد قد تؤدي إلى اضطرابات في الدورة الدموية، وتزيد من احتمالية الإصابة بالجلطات، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة كضغط الدم والسكري. ولفت إلى أن هذه الظواهر الجوية الخطيرة يجب ألا تُواجه بالإهمال أو التهاون، بل تستدعي إجراءات وقائية عاجلة.
التعرض المباشر للشمس
وخلال مداخلته في البرنامج، أوضح الدكتور جمال شعبان أن أشعة الشمس القوية تمثل تهديدًا مباشرًا للصحة، خاصة خلال ساعات الذروة من النهار. ووجه تحذيرًا واضحًا للمواطنين بضرورة تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، وتحديدًا ما بين العاشرة صباحًا والرابعة عصرًا، لما تمثله من خطر على القلب وتسبب في فقدان السوائل، وبالتالي زيادة لزوجة الدم واحتمال حدوث الجلطات.
كما شدد جمال شعبان على أهمية شرب كميات كبيرة من المياه خلال اليوم، وتعويض الجسم عن السوائل المفقودة بسبب التعرق الزائد، وارتداء الملابس القطنية الفاتحة التي تساعد على امتصاص العرق وتقلل من الاحتباس الحراري داخل الجسم.
موسم الجلطات
وصف الدكتور جمال شعبان هذه الفترة بأنها "موسم الجلطات"، لما تشهده من تقلبات جوية وارتفاعات قياسية في درجات الحرارة، مشيرًا إلى أن فصل الصيف هو الأكثر تسجيلاً لحالات الجلطات القلبية والدماغية. وأكد أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى زيادة لزوجة الدم، وهو ما يسهم بشكل مباشر في تكوين الجلطات.
وأضاف جمال شعبان أن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر هم مرضى القلب وكبار السن، وذوو الأوزان الزائدة، وكذلك الذين يعملون في أماكن مكشوفة أو تحت أشعة الشمس لفترات طويلة، مشيرًا إلى أن الوقاية تبدأ من الوعي بالمخاطر وتغيير السلوكيات اليومية بما يتناسب مع التغيرات المناخية.
تعديل مواعيد العمل
في خطوة جريئة تحمل بُعدًا إنسانيًا وصحيًا، دعا الدكتور جمال شعبان الجهات الحكومية إلى النظر في إمكانية تعديل مواعيد العمل الرسمية خلال فصل الصيف، لتبدأ ساعات العمل من السادسة صباحًا وحتى الحادية عشرة أو الثانية عشرة ظهرًا، ثم العودة مرة أخرى للعمل في الفترة المسائية بعد غروب الشمس، ما يسهم في تقليل التعرض لأشعة الشمس المباشرة، ويحد من المخاطر الصحية التي تسببها الحرارة العالية.
وأشار جمال شعبان إلى أن هذا الاقتراح لا يهدف فقط إلى حماية صحة العاملين، بل من شأنه أيضًا رفع الإنتاجية وتحسين الأداء المهني، لأن الإنسان يكون أكثر قدرة على العمل في أوقات الصباح الباكر أو بعد انكسار موجات الحر.
تكاتف مؤسسات الدولة
شدد الدكتور جمال شعبان على أن قضية موجات الحر وتأثيرها على الصحة العامة يجب أن تُدرج ضمن أولويات السياسات الصحية للدولة، وأن يتم تنظيم حملات توعية واسعة النطاق بالتعاون مع وسائل الإعلام، ووزارة الصحة، وهيئة الأرصاد الجوية، من أجل تثقيف المواطنين بكيفية الوقاية من أضرار الطقس الحار.
وأكد جمال شعبان أن التغير المناخي بات واقعًا لا يمكن تجاهله، وهو ما يستدعي التفكير في حلول عملية تضمن سلامة المواطنين، خصوصًا في مواسم التقلبات الجوية التي باتت أكثر حدة من السنوات السابقة.
