رشوان توفيق: الدراما الاجتماعية تمس وجدان الناس.. و"أين قلبي" ليس عملاً دينيا

صرّح الفنان رشوان توفيق بأن للفن، وخاصة الدراما الاجتماعية، دورًا فاعلًا وتأثيرًا بالغ العمق في تشكيل وعي المجتمع، مؤكدًا أن هذا النوع من الأعمال ليس ترفًا ترفيهيًا، بل يحمل مسؤولية خطيرة لما له من قدرة على ملامسة وجدان الناس والتعبير عن قضاياهم اليومية.
وفي حديثه خلال استضافته في برنامج «ستوديو إكسترا» على قناة إكسترا نيوز، الذي تقدمه الإعلامية لما جبريل، أوضح الفنان رشوان توفيق أن المسلسلات الاجتماعية الناجحة تنجح لأنها تنبع من الشارع والناس والواقع، وتلامس مشاكل حقيقية يعيشها المجتمع، ما يجعل تأثيرها بالغًا وعميقًا.
دراما دينية تتناول صراع النفس
وتحدث رشوان توفيق عن مسلسل "الليل وآخره" باعتباره نموذجًا لما وصفه بـ"العمل الديني"، رغم أنه يصنّف عادة ضمن الدراما الاجتماعية، حيث قال إن المسلسل يسلط الضوء على صراع أبدي بين القيم الإنسانية، مثل الحق والباطل، الطمع والرضا، الدنيا والآخرة.
وأضاف رشوان توفيق أن هذه الثنائيات لا تُعرض فقط على مستوى الأحداث، بل تتجلى في الشخصيات والتفاصيل الدقيقة، لتقدم للمشاهد حالة درامية عميقة تمس الروح والعقل في آنٍ واحد، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الدراما يزرع في الناس التأمل وإعادة التفكير في السلوك والمبادئ.
رمزيات دينية في عباءة درامية
ولم يكن "الليل وآخره" وحده من نال تقدير الفنان رشوان توفيق، بل تحدث أيضًا عن مسلسل "أين قلبي"، الذي جمعه بالفنانة الكبيرة يسرا، واعتبره كذلك عملًا دينيًا لما يحمله من رسائل أخلاقية واضحة.
وأوضح رشوان توفيق أن شخصية يحيى الفخراني في المسلسل كانت ترمز للإنسان الطماع الذي استولى على ميراث إخوته، لكن الطمع لم يمنحه السلام، بل أدى في النهاية إلى اقتتال أبنائه وتدمير الأسرة. وقال إن الفخراني جسّد نموذجًا للإنسان الذي يربح الدنيا ظاهريًا لكنه يخسر كل شيء جوهريًا.
رمزية الدنيا التي تلهي الإنسان
في مشهد رمزي عميق من مسلسل "أين قلبي"، تحدث رشوان توفيق عن لقاء شخصية الفخراني بـ"الغازية" في القطار، وقال إنها تمثل رمزًا دنيويًا بحتًا، تمشي معه طوال الرحلة حتى يصلا معًا إلى بيت والدته، وهناك ينام ولا يستيقظ، في إشارة إلى أن النهاية كانت خسارة للدنيا والآخرة معًا.
وشرح رشوان توفيق أن هذا المشهد يختصر قصة الإنسان الذي يلهث وراء شهوات الدنيا، ولا يدرك إلا متأخرًا أن كل ذلك لا يُغني عنه شيئًا عندما يحين وقت الحساب، مما يعكس قيمة درامية ورسالة أخلاقية ودينية مؤثرة للغاية.
الشخصيات بين الوفاء والضياع
وتحدث رشوان توفيق عن دوره في نفس المسلسل، مشيرًا إلى أنه أدى شخصية والد لابنتين، إحداهما يسرا، التي جسّدت الابنة الوفية والمتمسكة بأبيها وقيمه، بينما كانت الأخرى نهال عنبر، "ملخومة في حياتها" بحسب وصفه، رمزًا للابنة التي ضلت طريقها وانشغلت عن عائلتها.
هذا التباين بين الشخصيتين يعكس حالة مجتمعية واقعية، ويسلط الضوء على التفاوت في التمسك بالقيم بين أفراد العائلة الواحدة، وهي رسالة قوية حول أهمية التربية وغرس المبادئ في الأبناء.

الفن رسالة ومسؤولية
حديث الفنان رشوان توفيق لم يكن مجرد استرجاع لمسيرته الفنية، بل كان بمثابة رؤية فلسفية حول أهمية الفن ودوره في التربية المجتمعية؛ فالفنان القدير يرى أن المعنى والدلالة أهم من الشهرة أو الكم، وأن اختيار الأدوار يجب أن يكون بناءً على رسالتها الإنسانية والدينية وليس فقط جذب الجمهور.
وهذا ما جعل أعماله تترك بصمة باقية في أذهان الجمهور، لأنه ببساطة فنان يحترم جمهوره ويحترم فنه، ويؤمن أن دوره لا ينتهي عند الكاميرا، بل يبدأ حين تترك مشاهده أثرًا في النفوس.