رشوان توفيق: التمثيل ليس مجرد أداء بل حالة يعيشها الفنان بكل جوارحه|فيديو
أكد الفنان رشوان توفيق أن التمثيل بالنسبة له ليس مجرد أداء، بل حالة يعيشها بكل جوارحه ومشاعره، موضحًا أن أي دور يُعرض عليه لا يمكن أن يقدمه دون أن يتقمص الشخصية تمامًا، قائلًا: "لازم أعيش الدور وأشوفه وأمشي جواه"، هذا التصريح يكشف فلسفة فنية راسخة لدى الفنان الكبير، وهي أن النجاح في تقديم أي شخصية لا يأتي إلا من خلال الإحساس العميق بها والاندماج الكامل في تفاصيلها.
ويعد هذا النهج أحد أسرار تميز رشوان توفيق في مسيرته الفنية، وهو ما جعله يحصد إعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء، ويجعل كل ظهور له على الشاشة يحمل قيمة فنية وإنسانية خاصة.
تعاونات مع الرواد والشباب
وخلال لقائه في برنامج «ستوديو إكسترا»، الذي تقدمه الإعلامية لما جبريل على قناة إكسترا نيوز، تحدث رشوان توفيق عن مسيرته الطويلة التي تعاون خلالها مع نخبة من مخرجي جيل الرواد، إلى جانب جيل الشباب الطموح، متمنيًا لهم دوام النجاح والتوفيق.
وأشار رشوان توفيق إلى أن بعض الأعمال بقيت راسخة في وجدانه ولم تغادر قلبه رغم مرور الزمن، ومنها مسلسل "الليل وآخره"، و"امرأة من زمن الحب"، معتبرًا أن هذه الأعمال شكلت محطات مهمة في مسيرته. كما خصّ بالذكر تعاونه مع المخرجات إنعام محمد علي ورباب حسين، وكذلك المخرج الكبير محمد فاضل، مشيدًا بما قدموه من إبداع واحترام للفن.
أحمد توفيق.. انطلاقته التلفزيونية
ولم يغفل رشوان توفيق الحديث عن الدور الكبير الذي لعبه المخرج أحمد توفيق في مشواره الفني، واصفًا إياه بأنه "أخ في الفن وفي الله"، وقال إنه كان السبب الرئيسي في دخوله إلى عالم التلفزيون، مؤكدًا: "حياتي كلها مرتبطة بيه".
هذا الاعتراف الصادق يعكس تقدير رشوان توفيق للأشخاص الذين دعموا موهبته وكانوا وراء بداية مسيرته التي امتدت لعقود، وهو ما يعكس أيضًا وفاءه الفني والإنساني لكل من مد له يد العون في بداياته.
لحظة عبقرية لا تُنسى
واستعاد رشوان توفيق ذكرياته مع مشهد عربة اليد الشهير في مسلسل "الليل وآخره"، مشيرًا إلى أنه من أقرب المشاهد إلى قلبه. وكشف عن إشادة الراحل عبدالرحمن حافظ، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق، بهذا المشهد، حيث قال له إن هذا الأداء كان يستحق جائزة أوسكار.
كما روى رشوان توفيق تعليق المخرجة رباب حسين التي أكدت أن هذا المشهد تم تصويره من أول مرة دون إعادة، بسبب ما اتسم به من صدق وتلقائية، وهو ما يعد شهادة على موهبة فذة وحضور استثنائي في الأداء.
احترام الذات الفنية
من خلال تصريحاته الهادئة والمليئة بالتجارب، يُظهر رشوان توفيق كيف أن احترام الذات الفنية والتعمق في فهم الشخصية هما مفتاح الاستمرارية والتميز في عالم الفن. هذا النمط الفني لا يعتمد على الظهور المتكرر، بل على الاختيارات الصادقة والعمل بحب ومسؤولية.
وهو ما يفسر مكانة رشوان توفيق في قلوب الجمهور العربي، كأحد الفنانين القلائل الذين استطاعوا الحفاظ على رصيدهم الإنساني والفني على مدار عقود من الزمن.
رسالة محبة للأجيال الجديدة
وفي نهاية حديثه، وجّه الفنان القدير رسالة محبة وتقدير للأجيال الجديدة من الفنانين، مؤكدًا أنه يكن لهم كل الاحترام، ويتمنى لهم الاستمرار على درب الصدق الفني والإخلاص في تقديم الشخصيات، مشيرًا إلى أن هذا هو الطريق الوحيد الذي يجعل الفنان يخلد في ذاكرة الجمهور.
الفنان رشوان توفيق ليس مجرد ممثل، بل هو مدرسة فنية متكاملة، تُعلّم الأجيال أن الفن هو حياة قبل أن يكون مهنة، وأن النجاح الحقيقي لا يأتي إلا من الإيمان بالرسالة والالتزام بقيم الفن الرفيع.
