المفتي بين الدين والواقع.. كيف تستند الفتاوى إلى علوم النفس والاجتماع؟

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن الفتوى تمثل أمانة ومسؤولية كبرى، وتقتضي الأمانة في التعامل مع النصوص والواقع معًا، مشيرًا إلى أن المفتي يوقّع عن الله تعالى، ولذلك لابد أن يتوافر لديه عدد من المهارات والأدوات التي تمكّنه من أداء هذه المهمة بأمانة ووعي.
المفتي لا بد أن يكون على دراية
وأوضح "عياد"، خلال حواره مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج "يحدث في مصر"، المُذاع عبر شاشة "أم بي سي مصر"، أن المفتي لا بد أن يكون على دراية بمجموعة من العلوم، منها علم النفس، وعلم الاجتماع، والعلوم الإنسانية، إلى جانب علوم الدين، حتى يستطيع الإحاطة بالأبعاد المختلفة للمسألة التي يُسأل عنها، مضيفًا أنه في حالة المسائل التي تحمل بعدًا نفسيًا أو طبيًا، يتم أولًا استدعاء المتخصصين في هذه المجالات، ثم يُؤسس المفتي على رأيهم الرأي الشرعي، انطلاقًا من القاعدة القرآنية: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
لا يقتصر على العلماء الشرعيين
وشدد على أن المقصود بأهل الذكر هنا لا يقتصر على العلماء الشرعيين فقط، بل يشمل أصحاب الفكر والتخصص في شتى المجالات، موضحًا أن دار الإفتاء تستمع باستمرار إلى آراء المتخصصين عند التصدي للقضايا والمسائل الفقهية والشرعية التي تتطلب فهمًا فنيًا أو علميًا خارج الإطار التقليدي.
وأشار إلى أن هناك بعض القضايا لا يُفتي فيها بدار الإفتاء إلا بعد دعوة صاحب السؤال شخصيًا، مع حضور جميع الأطراف المعنية، خاصة في المسائل المتعلقة بالميراث والطلاق والقضايا الأسرية الأخرى، بينما في موضوعات أخرى، يمكن الاكتفاء بالتواصل الهاتفي للحصول على الحكم الشرعي.
في السياق نفسه أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن الفتوى ليست مجرد حكم شرعي يُستخرج من الكتب الفقهية، بل هي أداة لتبيين الأحكام التي تحقق المقاصد الكبرى للشريعة الإسلامية، وتخاطب الواقع المعاصر باحتياجاته وتحدياته، معتبرًا أن منصب المفتي أو صفة "عالِم" ليست تشريفًا بقدر ما هي أمانة ومسؤولية عظيمة تتطلب علمًا، وورعًا، وفهمًا دقيقًا للواقع..
دار الإفتاء قبلة لطلاب العلم ومثال للانفتاح
وخلال حواره مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر"، المُذاع على قناة MBC مصر، أشار "عياد" إلى أن دار الإفتاء المصرية أصبحت نموذجًا يُحتذى به على المستويين المحلي والدولي، إذ تمكّنت من أن تتحول إلى قبلة لطلاب العلم والباحثين عن المعرفة، بفضل ما تمتلكه من رصيد علمي وتاريخي، وما تبذله من جهد في التأصيل الفقهي الرصين المرتبط بواقع الناس.