خبير استراتيجي: إسرائيل فتحت جبهة غير معلنة لتمرير المشروع النووي الإيراني

أكد العميد محمود محيي الدين، الخبير الاستراتيجي، أن الجيش الإسرائيلي، منذ فترة حكم بشار الأسد، فتح جبهتين غير معلنتين، الجبهة الأولى تمثلت في فتح الطريق أمام البرنامج النووي الإيراني مرورًا بالأجواء العراقية والسورية، وذلك من خلال ضرب القوات السورية والعراقية بشكل مستمر، إلى جانب تنفيذ أعمال رصد مباشر لكل بطاريات الصواريخ في سوريا من خلال خريطة الاستطلاع الإلكتروني.
كل منطقة يظهر فيها رادار أو قاعدة صواريخ
وأضاف "محيي الدين"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج "يحدث في مصر"، المُذاع عبر شاشة "أم بي سي مصر"، أن كل منطقة يظهر فيها رادار أو قاعدة صواريخ على طول الممر الممتد من سوريا إلى إيران، يتم قصفها من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، ضمن سياسة تستهدف تفريغ هذا الخط من أي دفاعات أو قدرات رادعة.
إسرائيل وضعت خرائط واضحة
وأشار محيى الدين، إلى أن إسرائيل وضعت خرائط واضحة ومحددة لشكل المنطقة من منظورها الأمني والعسكري، تشمل سوريا ولبنان وأجزاء من العراق، وذلك في إطار مشروع استراتيجي طويل الأمد يستهدف التحكُّم العسكري الكامل في هذا النطاق الحيوي.
في وقت سابق، حذر الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، من خطورة التحركات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا، معتبرًا أنها تمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة مستقلة، وتكشف عن نمط عدواني لا يعترف بالقانون الدولي أو قواعد حسن الجوار.
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامي تامر أمين، خلال برنامج "آخر النهار" على قناة "النهار"، وصف سلامة المشهد بـ"العبثي"، مشيرًا إلى أن قصف القصر الرئاسي السوري ووزارة الدفاع يمثل تصعيدًا غير مسبوق يتجاوز كل الأعراف الدولية.
وقال: "نحن لا نتحدث هنا عن أراضٍ محتلة كقطاع غزة أو الضفة الغربية، بل عن دولة ذات سيادة يتم استهدافها من قبل إسرائيل بشكل مباشر، في تجاهل تام للقانون الدولي ومبادئ العلاقات الدولية السلمية".
نتنياهو يسعى للبقاء السياسي على حساب استقرار المنطقة
واتهم سلامة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة تأجيج الأوضاع في المنطقة بهدف تحقيق مكاسب سياسية داخلية، مؤكدًا أن هذا النهج يهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله.
وأضاف: "ما يريده نتنياهو هو إشعال المنطقة بالكامل، فقط من أجل البقاء على رأس الحكومة الإسرائيلية، حتى لو احترقت المنطقة من حوله".