هل الأمم المتحدة تضلل الرأي العام حول أحداث غزة؟.. الهيئة الدولية ترد

قال الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، إن ما يشهده قطاع غزة من معاناة لأكثر من 650 يومًا هو استمرار لجريمة إبادة جماعية ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط غياب أي رد دولي جاد وفشل المنظمات الأممية في حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، حيث أكد عبد العاطي أن مؤسسة "غزة الإنسانية" التي تم إنشاؤها بدعم مشترك أمريكي-إسرائيلي، لا تلبي المعايير الإنسانية الأساسية، بل تحولت إلى "مصائد موت وقتل ممنهج".
الوثائق الرسمية
وأوضح أن الوثائق الرسمية تُظهر استشهاد 875 مدنيًا فلسطينيًا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات من نقاط توزيع المؤسسة الأربع، إلى جانب إصابة أكثر من 5700 شخص وفقدان 42 آخرين، مما يعكس طبيعة خطيرة لهذه النقاط التي وصفها بأنها "بوابات موت" وليست نقاط توزيع مساعدات.
وأشار عبد العاطي إلى أن هذه النقاط تعرض المدنيين لعمليات قتل متعددة الأساليب، منها الاختناق نتيجة للظروف الميدانية، أو إطلاق النار المباشر بواسطة أسلحة رشاشة محمولة على دبابات، إضافة إلى استخدام الطائرات المسيرة، كل ذلك وسط حماية أمنية من شركات مرتزقة مرتبطة بالاحتلال.
وحذر من استمرار هذه الجرائم دون مساءلة دولية، داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في إنهاء معاناة المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن
ونوه إلى أن هذه المؤسسة، منذ نشأتها، أثارت المخاوف من كونها أداة لعسكرة المساعدات واستخدامها في عمليات تهجير قسري وتغيير ديموغرافي في قطاع غزة، حيث أُجبر السكان على التكدس في مساحة تقل عن 15% من مساحة القطاع في ظل ظروف إنسانية "أكثر من كارثية".
الرد الدولي وغياب البدائل
وأعرب عبد العاطي عن أسفه لفشل المجتمع الدولي في كبح جماح المخططات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن استبدال آليات توزيع المساعدات التابعة للأمم المتحدة بمؤسسات مشبوهة يزيد من تفاقم الأزمة ويجعل الفلسطينيين أسرى لابتزاز سياسي وإنساني.
وأكد أن "المدنيين لا يجدون بديلًا سوى اللجوء إلى هذه النقاط للحصول على الحد الأدنى من مقومات الحياة، رغم إدراكهم للخطر المحدق بهم".
الجهود المصرية والقطرية.. هل تثمر؟
وفي سياق متصل، أكد عبد العاطي أن هناك مؤشرات إيجابية بشأن الجهود المصرية والقطرية لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن المفاوضات الجارية تسعى للوصول إلى هدنة تمتد لـ60 يومًا يتخللها تفاوض جاد حول إنهاء الحرب.
وأوضح أن زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية إلى مواقع التفاوض، وموقف وزير الخارجية، الدكتور بدر عبد العاطي، يعكسان التزام القاهرة الراسخ بعدم السماح بتهجير سكان غزة أو تحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة.