ما مصير المفاوضات الأمريكية الإيرانية؟.. أستاذ علوم سياسية يوضح

في اتصال هاتفي من العاصمة الأردنية عمان، أكد الدكتور خالد شنيكات، أستاذ العلوم السياسية، أن هناك تحولات كبيرة في بيئة المفاوضات بين إيران والدول الغربية، موضحًا أن طهران تطالب الآن بضمانات واضحة لعدم مهاجمتها أثناء التفاوض. وأشار إلى أن إيران ترى أن المفاوضات السابقة كانت "خداعًا استراتيجيًا"، حيث تم التفاوض في ظل ظروف غير مستقرة، ما أدى إلى ضربها في وقت كانت فيه المفاوضات في مراحلها النهائية.
ضمانات غائبة وضغوط متزايدة
وتناول الدكتور شنيكات في حديثه عبر قناة إكسترا نيوز النقاش الدائر حول الضمانات التي تطالب بها إيران، والتي تتعلق بعدم تعرضها لهجمات خلال مرحلة المفاوضات، موضحا أن إيران تسعى للحصول على ضمانات من الغرب بعدم تكرار السيناريو الذي شهدته في الماضي، عندما كانت المفاوضات تجري في مسقط وروما بينما كانت تُحضّر الضربات الجوية ضد طهران.
ورغم تلك المطالب الإيرانية، نوه شنيكات إلى أن الدول الغربية لا تبدو مستعجلة للتوصل إلى اتفاق مع إيران في الوقت الحالي، وأنه تم تحديد نهاية شهر أغسطس المقبل كموعد نهائي لتقديم أو قبول المطالب الغربية، وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، فإن العودة للعقوبات ستكون أمرًا واقعًا.
هل سيكون هناك "عودة للاتفاق النووي"؟
وفيما يتعلق بمصير "العودة السريعة" إلى الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في عام 2015، أكد شنيكات أن هذه العودة غير محتملة في الوقت الحالي، موضحا أن الغرب لن يسمح لإيران بالتخطيط مجددًا لبرنامجها النووي دون تخضع لشروط محددة.
وقال شنيكات إن الخلاف الأساسي بين إيران والدول الغربية يكمن في الثقة الغربية في نوايا إيران تجاه برنامجها النووي، حيث يرى الغرب أن إيران قد ترفع نسبة التخصيب إلى مستويات تهدد الأمن الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى الضغط المستمر الذي تمارسه إسرائيل على هذه المفاوضات.
إيران بين الضغوط الغربية والتخطيط النووي:
وأوضح شنيكات أن المفاوضات في هذه المرحلة تتمحور حول حق إيران في تخصيب اليورانيوم، حيث ترفض طهران الإقرار بالشروط الغربية التي تقيد هذا الحق مؤكدا أنه من وجهة نظر الولايات المتحدة وإسرائيل، تعتبر إيران قد تعرضت لانتكاسة كبيرة في برنامجها النووي بعد الضربات العسكرية التي طالت منشآتها النووية.
واعتبر شنيكات أن إيران إذا أرادت استئناف برنامجها النووي، فإنها ستكون بحاجة إلى وقت طويل لإعادة تأهيل ما تم تدميره، سواء من منشآت أو قدرات تقنية، وفي حال لم تقبل إيران الشروط الغربية بنهاية أغسطس المقبل، فقد تواجه ضغوطًا كبيرة تصل إلى توجيه ضربة عسكرية مشابهة لتلك التي تعرضت لها في السنوات الماضية.