عاجل

المقصود بقوله تعالى: «ومكر الله».. ماذا قال المفسرون في بيانهم آية آل عمران؟

تفسير القرآن الكريم
تفسير القرآن الكريم

يقف الكثيرون طويلًا أمام تفسير قوله تعالى«ومكر الله»، حيث يقول تعالى في سورة آل عمران: «وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54)». 

ما المقصود بقوله تعالى «ومكر الله»؟ 

ذكرى القرطبي في تفسيره قوله تعالى:«ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين» قوله تعالى: ومكروا يعني كفار بني إسرائيل الذين أحس منهم الكفر ، أي قتله . وذلك أن عيسى عليه السلام لما أخرجه قومه وأمه من بين أظهرهم عاد إليهم مع الحواريين وصاح فيهم بالدعوة فهموا بقتله وتواطئوا على الفتك به، فذلك مكرهم. ومكر الله: استدراجه لعباده من حيث لا يعلمون; عن الفراء وغيره. 

قال ابن عباس: كلما أحدثوا خطيئة جددنا لهم نعمة. وقال الزجاج: مكر الله مجازاتهم على مكرهم; فسمي الجزاء باسم الابتداء; كقوله: الله يستهزئ بهم، وهو خادعهم. 

وأصل المكر في اللغة الاحتيال والخداع. والمكر: خدالة الساق. وامرأة ممكورة الساقين. والمكر: ضرب من الثياب. ويقال : بل هو المغرة ; حكاه ابن فارس. 

وقيل: "مكر الله" إلقاء شبه عيسى على غيره ورفع عيسى إليه ، وذلك أن اليهود لما اجتمعوا على قتل عيسى دخل البيت هاربا منهم فرفعه جبريل من الكوة إلى السماء ، فقال ملكهم لرجل منهم خبيث يقال له يهوذا: ادخل عليه فاقتله ، فدخل الخوخة فلم يجد هناك عيسى وألقى الله عليه شبه عيسى، فلما خرج رأوه على شبه عيسى فأخذوه وقتلوه وصلبوه. ثم قالوا: وجهه يشبه وجه عيسى، وبدنه يشبه بدن صاحبنا; فإن كان هذا صاحبنا فأين عيسى وإن كان هذا عيسى فأين صاحبنا فوقع بينهم قتال فقتل بعضهم بعضا; فذلك قوله تعالى : ومكروا ومكر الله . وقيل غير هذا على ما يأتي.

والله خير الماكرين اسم فاعل من مكر يمكر مكرا . وقد عده بعض العلماء في أسماء الله تعالى فيقول إذا دعا به : يا خير الماكرين امكر لي. وكان عليه السلام يقول في دعائه: (اللهم امكر لي ولا تمكر علي). 

تفسير السعدي لقوله تعالى:  «ومكر الله» 

يقول السعدي في تفسير فلهذا قال تعالى هنا {ومكروا} أي: الكفار بإرادة قتل نبي الله وإطفاء نوره {ومكر الله} بهم جزاء لهم على مكرهم { والله خير الماكرين } رد الله كيدهم في نحورهم، فانقلبوا خاسرين.

القول في تأويل قوله: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54)، قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: ومكر الذين كفروا من بني إسرائيل، وهم الذين ذكر الله أنّ عيسى أحسّ منهم الكفر.

وكان مكرهم الذي وصفهم الله به، مُواطأة بعضهم بعضًا على الفتك بعيسى وقَتْله، وذلك أن عيسى صلوات الله عليه، بعد إخراج قومه إياه وأمّه من بين أظهُرِهم، عاد إليهم، فيما: حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: ثم إن عيسى سار بهم = يعني: بالحواريين الذين كانوا يصطادون السمك، فآمنوا به واتبعوه إذ دعاهم = حتى أتى بني إسرائيل ليلا فصَاح فيهم، فذلك قوله: فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ الآية [سورة الصف: 14].

وأما مكر الله بهم: فإنه - فيما ذكر السدي - إلقاؤه شبَه عيسى على بعض أتباعه حتى قتله الماكرون بعيسى، وهم يحسبونه عيسى، وقد رفع الله عز وجل عيسى قبل ذلك،

تم نسخ الرابط