أسامة كمال: مصر لا تنجر إلى الصراعات وتدير أزمة سد النهضة بعقلانية

خرج الإعلامي أسامة كمال ليؤكد أن الدولة المصرية تتعامل مع هذا الملف الشائك بحكمة وثبات، بعيدًا عن التهويل وردود الأفعال المتسرعة التي قد تضر أكثر مما تفيد.
مصر لا تندفع خلف الانفعالات
قال كمال خلال برنامجه "مساء DMC" المذاع عبر قناة DMC، إن مصر لا تُقاد بردود الأفعال أو ردود الفعل اللحظية، بل تنتهج منهجًا متوازنًا ومدروسًا في كل تحركاتها، وأشار إلى أن هناك مطالبات دائمة باتخاذ مواقف أكثر حدة، إلا أن القيادة المصرية تدرك حجم التعقيدات المحيطة بالقضية، وتُفضل التحرك في إطار دبلوماسي وعقلاني.
وأوضح أن "الهدوء المصري" لا يعني ضعفًا، بل يعكس فهمًا عميقًا لحجم التحديات الإقليمية والدولية فمصر لا تنجرف نحو أي صراع مهما كانت الضغوط، ولا تترك نفسها فريسة لمخططات خارجية تسعى لجرّها إلى مواجهة غير محسوبة.
ثقة شعبية في القيادة رغم القلق
وتابع كمال: "كمواطن مصري، من الطبيعي أن أشعر بالقلق على مستقبل المياه في بلدي، فالنيل هو شريان الحياة، لكني في الوقت ذاته أشعر بالاطمئنان لأن الدولة تتحرك بثبات وتملك رؤية طويلة المدى".
وشدد على أن مؤسسات الدولة تدير الملف بمنتهى الجدية والحذر، بعيدًا عن الاستعراض أو التصعيد اللفظي.
تصريحات ترامب... رسائل مبطنة
وفي تعليقه على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سد النهضة، اعتبر كمال أن مثل هذه التصريحات لا تأتي من باب التعاطف أو دعم حقيقي، بل تحمل في طياتها رسائل ضغط غير مباشرة قد تهدف إلى إرباك الموقف المصري أو فرض حلول غير منصفة.
وأشار إلى أن ترامب لا يتحدث من منطلق مبادئ دولية أو احترام للحقوق، بل يسعى لتحقيق أهداف سياسية قد تتقاطع مع مصالح مصر المائية، ولذلك دعا كمال إلى قراءة التصريحات بعناية شديدة، لأن بعض العبارات التي تبدو إيجابية في ظاهرها، قد تُخفي نوايا غير معلنة.
الأزمة مستمرة... لكن الموقف المصري واضح
وفي ختام حديثه، شدد الإعلامي أسامة كمال على أن الأزمة ما زالت مستمرة، لكنها تُدار من الجانب المصري بمنطق العاقلين، لا المندفعين "اللي مش شايف إن في ضغوط جبارة على مصر في الملف ده، يبقى مش متابع كويس"، هكذا اختتم كمال حديثه، موجهًا رسالة للداخل والخارج مفادها: مصر لن تُستدرج، ولن تُجبر على اتخاذ خطوات إلا بإرادتها الكاملة.