ميتا تدخل السباق من جديد.. هاتف ذكي يجمع الخصوصية بالميتافيرس

كشفت تقارير أجنبية حديثة نُشرت اليوم أن شركة ميتا “المالكة لفيسبوك وإنستجرام وواتساب” تستعد للدخول بقوة في عالم الهواتف الذكية من جديد، ولكن هذه المرة برؤية مختلفة تمامًا عن السابق، تركّز فيها على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المختلط.
ميتا تطوّر هاتفًا ذكيًا يعمل بالذكاء الاصطناعي
بحسب ما ذكره موقع The Information وBusiness Insider، فإن ميتا تعمل منذ شهور على مشروع سري داخل معامل Reality Labs، لتطوير هاتف ذكي جديد يكون بمثابة منصة تشغيل متكاملة لمنتجاتها الخاصة، خاصة أجهزة الواقع المعزز مثل نظارة "Meta Quest"، وخدمات الميتافيرس التي تراهن الشركة عليها مستقبلًا.
وتُشير التسريبات إلى أن الهاتف الجديد لن يكون تقليديًا مثل آيفون أو سامسونج، بل سيعتمد على واجهة ذكاء اصطناعي متقدمة تساعد المستخدمين على التفاعل بالأوامر الصوتية، ومعالجة الصور والمحتوى باستخدام تقنيات متقدمة شبيهة بما تطوره "أوبن إيه آي" و"جوجل ديب مايند".
عودة التعاون بين ميتا و"Nothing"
من المفاجآت اللافتة أن ميتا استأنفت تعاونًا تقنيًا مع شركة "Nothing" البريطانية – المملوكة من قبل كارل باي، مؤسس OnePlus سابقًا – لتطوير هذا الهاتف الجديد، إذ تعمل الشركتان حاليًا على دمج إمكانيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بميتا داخل واجهة استخدام Nothing OS، وهو ما قد يمهّد لإطلاق هاتف مشترك يحمل البصمة التقنية للطرف

ويبدو أن هذه الشراكة تستهدف خلق بديل جديد في سوق الهواتف الذكية يركّز على الخصوصية، الأداء الذكي، والانغماس في الواقع الافتراضي، بعيدًا عن النماذج الاستهلاكية التقليدية التي تهيمن عليها آبل وسامسونج.
هل هو بديل لفشل هاتف فيسبوك السابق؟
ربما تعود هذه الخطوة إلى رغبة ميتا في محو آثار تجربتها غير الناجحة السابقة مع هاتف "فيسبوك فون" الذي أطلقته بالتعاون مع HTC عام 2013، والذي فشل في جذب المستخدمين نظرًا لضعف الأداء وفقدان المزايا التنافسية.
لكن اليوم، ومع نضج تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطور أجهزة الواقع المعزز والافتراضي، ترى ميتا فرصة جديدة لإعادة تعريف تجربة الهاتف الذكي، ليس كجهاز محمول فحسب، بل كبوابة لعالم رقمي متكامل يتفاعل مع المستخدم في الوقت الحقيقي.
متى سيُطلق هاتف ميتا الجديد؟
حتى الآن، لم تعلن الشركة رسميًا عن أي تفاصيل بخصوص موعد الإطلاق أو الاسم التجاري للهاتف الجديد، لكن بعض المصادر داخل ميتا ترجّح أن يتم الكشف عن النموذج الأولي نهاية 2025 أو في الربع الأول من 2026، على أن يُطرح بشكل مبدئي في أسواق مختارة منها الولايات المتحدة وأوروبا.
التركيز على الخصوصية والتحكم في البيانات
تشير التقارير إلى أن ميتا هذه المرة تولي اهتمامًا كبيرًا بعنصر الخصوصية، وتسعى لتطوير نظام تشغيل جديد أكثر أمانًا واستقلالية عن أندرويد، يتيح للمستخدمين التحكم الكامل في بياناتهم، وسط الانتقادات المتواصلة التي تواجهها الشركة بسبب استخدامها لبيانات المستخدمين في الإعلانات.
الهاتف الجديد قد يتضمن مزايا متقدمة مثل:
- مساعد ذكي فوري يعتمد على بيانات المستخدم في الوقت الحقيقي.
- اتصال مباشر بمنصات ميتا (فيسبوك، إنستجرام، واتساب) دون الحاجة لتطبيقات منفصلة.
- تجربة واقع معزز هجينة من خلال دمج الهاتف مع أجهزة Quest.
- شاشة ذكية قابلة للتكيف مع إضاءة المستخدم ومزاجه العام.
المنافسة المقبلة.. هل تهدد آبل وسامسونج؟
بحسب محللين تقنيين، فإن دخول ميتا إلى سوق الهواتف الذكية بهذا الشكل قد يشكّل تحديًا مباشرًا لكبرى الشركات مثل آبل وسامسونج، خاصة إذا نجحت ميتا في دمج خدماتها الاجتماعية والتفاعلية داخل الهاتف بشكل سلس وذكي.
وقد تكون هذه الخطوة بداية لموجة جديدة من الهواتف الذكية التي ترتكز على الذكاء الاصطناعي والميتافيرس بدلًا من المواصفات التقليدية مثل الكاميرا والمعالج فقط.