من حلم نوبل إلى فخ الطرد.. محمد فهمي يكشف ما جرى خلف جدران كلية الصيدلة.. خاص

في لحظة من الغضب والحسرة، انتشر عبر "فيسبوك" منشور حمل بين سطوره ألم سنوات طويلة عاشها الدكتور محمد فهمي، أحد أبناء كلية الصيدلة بجامعة طنطا، بعد وفاة أحد أساتذة الكلية، ولم يكن البوست عادياً، بل بمثابة شهادة حيّة على رحلة طويلة من العرق والإبداع، قُوبلت – كما يقول – بالإقصاء والتجاهل.
محمد فهمي يروي تفاصيل أزمته مع أساتذة كلية الصيدلة
وفي هذا السياق، تواصل موقع «نيوز رووم»، مع الدكتورمحمد فهمي، ومناقشته حول أسباب الأزمة كاملة ومعرفة كافة الكواليس المرتبطة بالبوست الذي نشره، وجاء رده كالتالي:
البداية.. من حب الصيدلة إلى بوابة الحلم
"أنا دخلت كلية الصيدلة عن حب، مش صدفة ولا مجموع عالي".. هكذا بدأ الدكتور محمد فهمي حكايته. اجتاز مرحلة الثانوية العامة وكان أمامه كليات متعددة، لكنه اختار الصيدلة، ووضع منذ دخوله خطة واضحة: أن يصبح باحثًا، وأن يُسهم في تقديم شيء حقيقي للمجتمع من خلال العلم.
تخرج فهمي عام 1991، وتم تعيينه في نفس العام معيدًا بالكلية، وبدأ في التخصص والبحث العلمي بخطوات ثابتة، حيث اجتاز مقررات الماجستير بتقديرات ممتازة، وكان يواصل العمل في معامل الكلية ليلاً ونهارًا، مدفوعًا بشغف البحث والاكتشاف.
اختراع لعلاج السكر.. حلم تحول إلى صراع
يؤكد الدكتور محمد فهمي أنه كان يعمل على مشروع علاجي ثوري يستهدف مرضى السكري من النوعين الأول والثاني.
يقول: "كنت أبحث في كيفية إعادة تنشيط خلايا البنكرياس التي تتلف بسبب السكري، ونجحت من خلال مستخلصات نباتية طبيعية في الوصول لتركيبة تعيد هذه الخلايا للعمل بشكل دائم".
ويضيف: "توصلت لنتائج مذهلة في التجارب على الحيوانات، وبدأت لاحقًا تجارب أولية على متطوعين محليين بموافقتهم. وفعليًا، بدأت تظهر مؤشرات شفاء واضحة على بعضهم".
لاحقًا، تواصل مع معهد بحثي في السويد متخصص في أبحاث السلامة الدوائية ومنح جوائز نوبل، حيث أبدى الباحثون اهتمامهم بما توصّل إليه.
اصطدام مفاجئ.. وعداء غير مبرر
رغم تقدّمه البحثي، بدأ الصدام مع بعض قيادات القسم، حسب روايته. يوضح الدكتور فهمي: "بمجرد أن بدأت النتائج تظهر على المتطوعين، تحولت إلى هدف لحملات تشكيك، وشعرت أن زملاء في القسم بدأوا يتحالفون ضدي".
تم فتح تحقيقات وصفها بالمفتعلة، وشهد بعض المعيدين والعاملين – على حد قوله – زورًا ضده. بل وصل الأمر إلى فصله من العمل وتحرير دفتر حضور خاص له، يمكن لرئيسة القسم استخدامه لإثبات غيابه في أي وقت.
تصعيد قانوني.. وانتصار جزئي
لم يصمت الدكتور محمد فهمي. تقدم بشكاوى يومية إلى الشؤون القانونية ورئيس الجامعة، وأحال الأمر إلى المحكمة الإدارية التي حكمت ببطلان قرار فصله، ووصفت ما جرى بأنه تعسف إداري، غير أن الأمر لم يتوقف؛ فبحسب فهمي، جرى تغيير تقارير التقييم السابقة الخاصة ببحثه.
"التقارير التي كانت تشهد بأنني أنجزت عملي بكفاءة، تم تعديلها لتشير إلى أنني لم أُنجز شيئًا!" يقول فهمي، مضيفًا أن هذا المساس بجهده العلمي دفعه لمغادرة الجامعة تمامًا.
براءة اختراع.. واستمرار العمل خارج الجامعة
رغم كل العوائق، واصل الدكتور محمد فهمي بحثه العلمي بشكل مستقل. سجّل أكثر من براءة اختراع باسمه، ووصل إلى المرحلة السريرية، أي التجارب على المرضى في مستشفيات أجنبية.
يتحدث بثقة: "النتائج التي ظهرت مذهلة، المرضى تخلوا عن الأنسولين والأدوية، وعادوا لتناول السكريات دون مضاعفات، كل القيم الحيوية أصبحت طبيعية". ويضيف: "العلاج الذي أعمل عليه يعتمد على مادة البوليفينولز التي تُعيد البروتينات المرتبطة بتنشيط البنكرياس إلى حالتها الطبيعية".
ماذا بعد؟
بعد نشره للبوست، الذي أثار موجة من الجدل داخل الوسط الجامعي وخارجه، يقول الدكتور فهمي إنه لم يتواصل معه أي مسؤول في الكلية أو الجامعة، مضيفًا: "حتى من نشر البوست من أجلهم، لم يعبروا عن أي محاولة للاعتذار أو حتى الاعتراف بما جرى، وفي حالة تواصل معي أحد أبناء المرحوم سوف اسامحه على الفور".
يختم حديثه بأسى: "أنا مش بندم إني اشتغلت أو قدمت، لكن اللي حصل معايا سبّب أذى نفسي كبير ليا ولأهلي، لما بنتي يتقال لها إن أبوها مرفوض، ده كأنه بيقتلوها معنوياً. بس رغم كده، مكمل، وبإذن الله العلاج اللي بدأت فيه يشوف النور قريبًا".