مستشار إيراني: فرصة حقيقية لعودة المحادثات النووية رغم انعدام الثقة مع واشنطن

أكد الدكتور مهرداد خنساري، مستشار المركز الإيراني للدراسات، في تصريحات خاصة خلال مداخلة مع الإعلامية نهى درويش في برنامج "منتصف النهار" على قناة القاهرة الإخبارية، أن هناك فرصة حقيقية لعودة المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، رغم حالة انعدام الثقة المتبادلة بين الطرفين.
وأضاف خنساري أن المحادثات النووية قد تكون الأمل الوحيد لإيران في تخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أهمية هذه المفاوضات بالنسبة لطهران في منع تفعيل الآليات العقابية الدولية.
اتهام واشنطن بسوء النوايا
وأوضح خنساري أن إيران تتهم الولايات المتحدة بسوء النوايا، خاصة فيما يتعلق بسياستها في المنطقة، وهو ما يعقد فرص نجاح المحادثات بين الطرفين. لكنه شدد على أن إيران رغم هذه الاتهامات، لا يمكنها تجاهل الحاجة الماسة للاتفاق النووي، مؤكدًا أن طهران ترغب في الوصول إلى اتفاق يضمن مصالحها ويخفف العبء الاقتصادي الذي تعاني منه بسبب العقوبات.
وأشار مستشار المركز الإيراني إلى أن العديد من الأسباب تجعل إيران في حاجة إلى التوصل إلى اتفاق نووي، رغم ترددها في ذلك، قائلًا: "إيران كانت في وضع أضعف قبل اندلاع الحرب الأخيرة، ومن ثم فهي تسعى للحصول على مكاسب اقتصادية في ظل العقوبات المتزايدة."
اتهامات أمريكية وإسرائيلية بإضاعة الوقت
وفي السياق ذاته، أوضح خنساري أن الجانب الأمريكي، بالإضافة إلى إسرائيل، يعتقدان أن إيران تسعى لكسب الوقت فقط دون نية حقيقية للتوصل إلى اتفاق نووي. وأضاف أن هذا يشكل أحد العوامل الرئيسية في تزايد حالة انعدام الثقة بين الطرفين. وأضاف مستشار المركز الإيراني: "الاتهامات الأمريكية والإسرائيلية تعتبر عقبة رئيسية في طريق التفاهم، حيث أن الطرفين يعتبران إيران مجرد متلاعب بالوقت."
إلقاء القنبلة الذرية على اليابان
وعن تشبيه ترامب لضربته ضد إيران بـ"إلقاء القنبلة الذرية على اليابان"، قال خنساري إن الرئيس الأمريكي يميل دائمًا للمبالغة، ويهدف من خلال ذلك إلى إرسال رسائل ردعية دون الانخراط في صراع جديد، مضيفًا: "ترامب يريد إنهاء المواجهة بشكل يُظهره كصانع سلام، طامحًا في جائزة نوبل، دون تصعيد عسكري جديد".
ورغم تعهد إيران بأن برنامجها النووي سلمي، إلا أنها، بحسب خنساري، ترفض التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما يعقّد فرص التفاهم، لكنه أشار إلى أن "الوضع الاقتصادي المتأزم يدفع إيران للبحث عن حل، وهي تدرك أنها ستُضطر للتعاون والمراقبة لاحقًا".
وفي ختام حديثه، رجّح خنساري أن تلعب دول مثل قطر أو سلطنة عُمان دور الوسيط في تقريب وجهات النظر، واقتراح معادلات مقبولة لدى طهران، مثل تجميد مؤقت لعمليات التخصيب مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات وعودة المراقبين الدوليين.
وفي ذات السياق، أفاد بشير جبر مراسل قناة القاهرة الإخبارية من خان يونس، بأن الغارات الإسرائيلية تركزت أيضًا على مناطق مختلفة من القطاع، بما في ذلك شرق جباليا وحي الدرج ومدينة غزة القديمة. كما أضاف أن القصف المدفعي العشوائي مستمر في المناطق الشرقية من القطاع، مما أسفر عن استشهاد أربعة فلسطينيين، تم نقل جثامينهم إلى مستشفى الشفاء في غزة.
تصعيدًا عسكريًا خطيرًا
وبحسب جبر، فإن قطاع غزة يشهد تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث تتواصل الغارات الجوية والقصف المدفعي بشكل متسارع على مختلف المناطق، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في القطاع المحاصر. وقال جبر في مداخلة مع الإعلامي كريم حاتم على قناة القاهرة الإخبارية: "إن القصف الإسرائيلي طال مناطق حيوية في غزة، ما أثر على حياة المواطنين بشكل بالغ".
وتابع جبر قائلاً إن الطواقم الطبية والإغاثية تواجه صعوبة بالغة في الوصول إلى الأماكن المتضررة، بسبب انقطاع خدمات الاتصال والانترنت في مناطق كبيرة من القطاع، مما يعوق عمل سيارات الإسعاف ويمنع المواطنين من طلب المساعدة. وأضاف أن هذه العوامل جعلت من الصعب تقدير حجم الأضرار وحالات الإصابات بشكل دقيق.