محمد علي الحكيم: اغتيال صفاء المشهداني يعكس تصاعد العنف السياسي وضعف الحماية

قال المحلل السياسي العراقي محمد علي الحكيم إن عملية اغتيال عضو مجلس محافظة بغداد صفاء المشهداني، القيادي في كتلة «السيادة» بزعامة خميس الخنجر، تعكس تصاعدًا خطيرًا في حدة العنف السياسي بالعراق، وتكشف هشاشة الوضع الأمني وتوتر الصراعات داخل الساحة السياسية.
العراق يشهد عودة موجة الاغتيالات
وأوضح محمد علي الحكيم، خلال مداخلة عبر قناة اكسترا نيوز، أن العراق يشهد عودة موجة الاغتيالات التي تطال الساسة والضباط والصحفيين، في ظل أجواء انتخابية متوترة وصراعات نفوذ داخلية، مشيرًا إلى أن هذا الحادث يهدد استقرار العملية الديمقراطية ويبرز «هشاشة الأمن في العاصمة بغداد».
اغتيال «المشهداني» يعكس ضعف الحماية الأمنية
وأكد محمد علي الحكيم المحلل السياسي أن اغتيال المشهداني، الذي تعرض لمحاولة اغتيال سابقة في عام 2017، يعكس ضعف الحماية الأمنية لأعضاء المجالس المحلية، لافتًا إلى أن توقيت الاغتيال يشير إلى خلفيات سياسية واضحة، وقد يكون الاستهداف من خصوم سياسيين أو أطراف إقليمية ودولية تسعى لتصفية الحسابات داخل العراق، الذي بات «ساحة خصبة لتحقيق الأهداف الإقليمية والدولية».
عرقلة الانتخابات
وأضاف محمد علي الحكيم أن هناك أطرافًا سياسية تحاول عرقلة الانتخابات المقبلة، مشيرًا إلى أن بعض القوى تسعى لعدم إجرائها خوفًا من فقدان نفوذها ومواقعها داخل العملية السياسية، قائلًا:« من غير المستبعد أن نشهد في الأيام المقبلة مزيدًا من الاغتيالات والتسريبات الصوتية لتصفية الخصوم السياسيين قبل الانتخابات».
وفي رده على سؤال حول توصيف الحادثة بأنها نتيجة تقصير أمني، أوضح محمد علي الحكيم أن «السبب الرئيسي هو السلاح المنفلت المنتشر في العراق»، مؤكدًا أن هذا السلاح يشكل المعضلة الكبرى أمام استقرار البلاد، رغم دعوات المرجعية الدينية في النجف الأشرف إلى حصره بيد الدولة.
مضيفًا أن «تعدد مراكز القوى وتغلغل النفوذ الإقليمي والدولي بعد سقوط النظام السابق جعلا العراق يعيش حالة هشاشة أمنية مستمرة منذ أكثر من عقدين».
محاسبة قتلة المشهداني بسرعة
وفي سياق متصل، علّق محمد علي الحكيم على بيان السفارة البريطانية في بغداد الذي دعا إلى محاسبة قتلة المشهداني بسرعة، قائلًا إن التحركات الدولية غالبًا ما تقتصر على بيانات الإدانة دون تحركات حقيقية على الأرض.
مضيفًا أن الولايات المتحدة بسبب انشغالها بملفات كبرى مثل الحرب الروسية الأوكرانية والأزمة مع الصين، أوكلت الملف العراقي جزئيًا إلى بريطانيا التي تحاول استعادة نفوذها التاريخي في بغداد.
وأشار محمد علي الحكيم إلى أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أصدر قرارًا بتشكيل لجنة تحقيق وفريق عمل جنائي في الحادث، لكنه استبعد أن تسفر اللجنة عن نتائج ملموسة.
قائلاً: «منذ عام 2003 تم تشكيل مئات اللجان دون أن تعلن أي نتائج واضحة، وغالبًا ما تُركن تقاريرها على رفوف المؤسسات».
واختتم المحلل السياسي العراقي حديثه بالتأكيد على أن ما تشهده الساحة العراقية اليوم من اغتيالات وتسريبات سياسية يأتي في إطار صراع داخلي بين المكونات نفسها، موضحًا أن المعركة السياسية تحولت من «شيعية، سنية، وكردية» إلى صراعات داخل المكونات ذاتها، وهو ما ينذر بمزيد من التوترات مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة.