كيفية صلاة الاستخارة.. اعرف أثرها ومتى يقال دعاء اللهم إني أستخيرك بعلمك

ما هي كيفية صلاة الاستخارة، وما هو أثرها ومتى يقال دعاء اللهم إني أستخيرك بعلمك وحكم تكرارها؟ أسئلة نوضحها من خلال التقرير التالي.
ما هي الاستخارة؟
الاستخارة هي طلب الخِيَرة من الله في أمرٍ ما، ويظهر أثرها في استشعار راحة القلب وانشراحه إذا كان الأمر فيه خير، فالاستخارة أمرٌ مستحبٌّ في كل الأمور، فالإنسان إذا أقدم على أمرٍ في حياته، وتحير فيه هل يجلب له الخير أم لا؟
صفة صلاة الاستخارة
صفة صلاة الاستخارة ودعاءها بينه النبي- صلى الله عليه وسلم- فيما روى الإمامان البخاري ومسلم- رحمهما الله- في صحيحيهما عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة في القرآن " إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: " اللهم أني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسالك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به قال: ويسمى حاجته.
كما أن الاستخارة تكون في الأمور التي لا يتبين للعبد فيها وَجْهُ الصواب، أما ما هو معروف خيره أو شره فإنه لا استخارة فيه، كالعبادات والمطلوبات الشرعية، وصنائع المعروف وتجنب المعاصي والمنكرات فهذه لا تدخلها الاستخارة، بل الاستخارة تكون في المباحات من أمور الدنيا: كالزواج، وشراء المنزل، أو المركوب، والوظيفة، والسفر المباح.
والاستخارة تكون عند أول ما يهم به العبد في الأمر، وليس بعد الجزم وتمام الإرادة والرغبة، ولهذا قال أهل العلم: الاستخارة قبل الشروع.
دعاء صلاة الاستخارة
فيُستحب له أن يلجأ إلى الاستخارة؛ لما روي عن جابرٍ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: "إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسميه ويذكره - خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم ارضني به"، قال: "ويسمي حاجته". (متفق عليه)
ويُستحب تكرار الاستخارة عند الحاجة حتى يطمئن القلب.
ومن أثرها: انشراح الصدر وشعور بالراحة، أو انقباض الصدر وشعور بالضيق والنفور، مما يدل على أن هذا الأمر ليس فيه خير.
ويمكن الجمع بين الاستخارة والاستشارة في هذا الأمر، أي طلب رأي أهل الخبرة والعقل قبل اتخاذ القرار، ثم تفويض الأمر لله.
شروط الاستخارة
وبيّنت دار الإفتاء أن الاستخارة مشروعة في الأمور المباحة أو المستحبة إذا تعارضت، أما الواجب أو الحرام أو المكروه فلا تشرع في أصل فعله أو تركه، وإن كان يجوز الاستخارة في الوسائل الموصلة للواجب أو في تحديد الوقت أو الكيفية إذا تعددت الخيارات.
وفيما يتعلق بكيفية معرفة نتيجة الاستخارة، أوضحت الدار أن بعض الناس قد يظنون أن النتيجة لا تتحقق إلا برؤية منامية، وهذا غير صحيح؛ فالرؤيا قد تأتي لكنها قليلة، وليست شرطًا. وقد يجد المستخير انشراحًا في صدره لأحد الأمرين، أو إلهامًا داخليًا، وهذا يفعله من كان على دراية بالأمر.
وأضافت أنه في حال عدم ظهور أي علامة أو استمرار الحيرة، فإن السنة تكرار الاستخارة، وقد ورد في بعض الآثار تكرارها سبع مرات، وإن كان الحديث الوارد في ذلك ضعيف الإسناد، إلا أنه لا مانع من العمل بمقتضاه أو الزيادة حتى يطمئن القلب. كما يُستحب للمستخير أن يستشير أهل الخبرة والصلاح، فالمشاورة من الهدي النبوي.
وأكدت الدار أن المعيار الأهم بعد الاستخارة هو المضي في الأمر الذي تيسر واستمر، حتى وإن ظهر بعد ذلك ما لا يسر في الظاهر، إذ إن لله تعالى حِكمًا خفية لا يدركها العبد إلا بمرور الوقت، مستشهدة بقول سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "إن الرجل ليستخير الله فيختار له، فيسخط على ربه، فلا يلبث أن ينظر في العاقبة، فإذا هو قد خار له".
وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن التوفيق يكمن في أمرين: الاستخارة قبل الفعل، والرضا بعده، ومن حُرم هذين فقد حُرم الخير. ونصحت المستخير بأن يُقبل على الله بإخلاص، ويجرد قلبه من الهوى، ويوقن بأن اختيار الله لعبده خير له مهما بدت النتائج في ظاهرها.