50 جنيهًا تنهي حياة ترزي على يد جاره في الوراق وضبط الجاني

شهدت منطقة الوراق بمحافظة الجيزة، جريمة قتل مروعة كان السبب فيها مبلغ زهيد لم يتجاوز خمسين جنيهًا، حيث أقدم شاب في بداية العقد الثالث من عمره على إنهاء حياة جاره الترزي، بعد خلاف بينهما حول دين قديم لم يتم سداده، في واقعة هزت مشاعر الأهالي الذين لم يستوعبوا أن حياة إنسان يمكن أن تُزهق مقابل هذا المبلغ الضئيل.
تعود تفاصيل الواقعة إلى أن المجني عليه، البالغ من العمر 25 عامًا ويعمل ترزيًا، استدان من جاره صاحب محل ثلاجات مبلغ 50 جنيهًا منذ عدة أشهر بسبب مروره بضائقة مالية، إلا أن المبلغ لم يتم سداده في موعده، ومع مرور الوقت، اعتبر المتهم أن جاره يماطله ولن يعيد له المال، وهو ما أشعل في نفسه الغضب ودفعه للتفكير في الانتقام منه، دون أن تشفع له علاقة الجيرة ولا الظروف الإنسانية التي دفعت المجني عليه للاقتراض.
50 جنيهًا تنهي حياة ترزي
بحسب التحريات، فإن خلافًا نشب بين الطرفين داخل المنطقة، تحول سريعًا إلى مشادة كلامية ثم إلى مشاجرة، قام خلالها المتهم بإخراج سلاح أبيض كان بحوزته وسدد طعنة نافذة في صدر المجني عليه، أسقطته غارقًا في دمائه أمام أنظار المارة الذين لم يتمكنوا من إنقاذه.
وتلقى المقدم محمد طارق، رئيس مباحث قسم شرطة الوراق، إخطارًا من المستشفى باستقبال شابًا مصابًا بطعنة نافذة في الصدر، وقد لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء محاولة إسعافه، وعلى الفور، وجّه اللواء علاء فتحي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بانتقال فريق من رجال المباحث إلى موقع الجريمة، للوقوف على ملابساتها.
وتوصلت جهود التحريات التي أشرف عليها العميد محمد ربيع، رئيس مباحث قطاع الشمال، إلى أن الجاني شاب يبلغ من العمر 23 عامًا، صاحب محل ثلاجات، وأنه ارتكب الجريمة بسبب خلاف مالي قيمته خمسون جنيهًا، بعدما فقد أعصابه أثناء المشاجرة.
وأكدت التحقيقات التي أشرف عليها اللواء هاني شعراوي، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أن الجريمة وقعت بعد مشادة كلامية قصيرة تطورت إلى اشتباك بالأيدي، انتهى بقيام المتهم بتسديد طعنة قاتلة في صدر المجني عليه مستخدمًا سلاحًا أبيض.
وعقب تقنين الإجراءات، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم الذي اعترف بجريمته تفصيلًا، وأرشد عن السلاح المستخدم في الواقعة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق، حيث قررت تشريح جثمان المجني عليه لمعرفة سبب الوفاة بدقة والتصريح بالدفن، كما أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد له في المواعيد القانونية.
وأثارت الواقعة حالة من الحزن والغضب بين أهالي الوراق، الذين صُدموا من الدافع وراء الجريمة، حيث لم يتوقعوا أن يتحول خلاف على خمسين جنيهًا فقط إلى مأساة حقيقية، يدفع ثمنها شاب فقد حياته، وأطفال فقدوا والدهم، وأسرة المتهم التي تحطمت حياتها بسبب لحظة غضب غير محسوبة.