خبير أمني: أرباح تيك توك في مصر وهمية.. والمنصة شريك في الجريمة

أكد اللواء أحمد طاهر، الخبير الأمني المتخصص في التحليل الجنائي والقضايا الإلكترونية، أن منصة «تيك توك» أصبحت جزءًا من المشكلة وليست مجرد وسيلة محايدة، لأنها تتيح آليات تحقق أرباحًا وهمية، وتعتمد على مصادر تمويل غير شفافة، ما يجعلها شريكًا مباشرًا في الجرائم الإلكترونية.
أرباح تيك توك
وقال طاهر خلال حواره ببرنامج «أهل مصر» المذاع على قناة «أزهري»،: «الكثير من الناس يظنون أن تيك توك يدر أرباحًا طائلة في مصر، لكن الحقيقة مختلفة. فكل ألف مشاهدة لا تحقق أكثر من 75 جنيهًا، مقارنة بالولايات المتحدة حيث تصل العوائد إلى 500 أو 750 دولارًا للألف مشاهدة، وهذا يعني أن الأرباح الحقيقية في مصر لا تأتي من الإعلانات العالمية، لأن الشركات الكبرى لا تسمح لنفسها بالظهور على محتوى تافه أو خادش للحياء».
شراء ملايين المتابعين
وأضاف: "الذي يحدث هو وجود صندوق مبدعين داخل المنصة يعمل بطريقة وهمية، إلى جانب شراء ملايين المتابعين المزيفين لصناعة شهرة غير حقيقية. هذه الممارسات تجعل المنصة شريكًا في تضليل المجتمع، لأنها تدعم محتوى بلا قيمة، بينما تقدم له مظهر النجاح".
وأشار الخبير الأمني إلى أن ما يسمى "الهدايا أو الجفتس" يمثل جانبًا أكثر خطورة، إذ تُرسل على شكل تحويلات مالية لا يُعرف مصدرها الحقيقي، قائلاً: "عندما تدخل أموال مجهولة المصدر بهذه الكثافة عبر المنصة، دون أي شفافية أو رقابة، فإننا أمام بيئة خصبة لجرائم غسل الأموال".
التضليل المجتمعي
وشدد على أن "هذا النمط مجرّم في الصين، وأمريكا، والسعودية، ومعظم دول العالم، بينما لا يزال في مصر بحاجة إلى مواجهة أكثر قوة".
وذكر أن "الهدف الحقيقي من هذا النمط من الاستخدام ليس الترفيه، وإنما التضليل المجتمعي وهدم قيم الأسرة المصرية"، داعيًا إلى التكاتف المجتمعي لمواجهة هذه المخاطر بالتوازي مع الإجراءات الأمنية والقانونية.
في سياق متصل، اتخذت منصة "تيك توك" خلال الأشهر الماضية سلسلة من القرارات والإجراءات الاحترازية، في محاولة للحد من انتشار المقاطع المصنفة بأنها تمثل خطرًا على القيم والسلوكيات العامة، وذلك تزامنًا مع تزايد الدعوات لمحاسبة مشاهير السوشيال ميديا المخالفين ووضع ضوابط صارمة لاستخدام المنصة.